للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو قول الباجي (١): إن الخلاف مرتفع مع التسمية، ولا ينتقض إلا صرف دينار واحد، وإنما الخلاف إذا لم يسم، تردد المتأخرين في التعلق.

وهل ينفسخ في الصرف لوجود نقص أو غش في السكك المختلفة بالعلو والدناءة أعلاها، أو ينفسخ الجميع؟ قولان لأصبغ وسحنون.

وربما أشعر قوله: (السكك) بمخالفة الحكم في المصنوع، انظر الكبير.

وشرط للبدل حيث حكم به:

- جنسية للمبدل منه.

- وتعجيل.

أما الأول فإنه لو لم يكن من جنسه كذهب أو غرض عن فضة ظهر بعضها زائفًا لأدى للتفاضل؛ لأنه قد خرج من يده ذهب أخذ عنه ذهبًا، أو فضة أو عرضًا.


(١) هو سليمان بن خلف بن سعد، أبو الوليد الباجي، نسبة إلى مدينة باحة بالأندلس (٤٠٣ - ٤٧٤ هـ = ١٠١٢ - ١٠٨١ م)، من كبار فقهائنا المالكية، ومعيد الهيبة إليهم، بعد أن سلبها إياهم ابن حزم بظاهريته، أصله من مدينة بطليوس، ومولده في باجة بالأندلس، وتوفي بالمرية، رحل إلى الحجاز سنة ٤٢٦ هـ، فمكث ثلاثة أعوام، وأقام ببغداد ثلاثة أعوام، وبالموصل عامًا، وفي دمشق وحلب مدة، ثم عاد إلى بلاده ونشر الفقه والحديث، وكان بينه وبين ابن حزم مناظرات ومجادلات ومجالس، وشهد له ابن حزم، وكان سببا في إحراق كتب ابن حزم، وولي القضاء في بعض أنحاء الأندلس.
من كتبه: السراج في علم الحجاج، وإحكام الفصول في أحكام الأصول، والتسديد إلى معرفة التوحيد، واختلاف الموطآت، وشرح فصول الإحكام، وبيان ما مضى به العمل من الفقهاء والحكام، والحدود، والإشارة: رسالة في أصول الفقه، وفرق الفقهاء، والمنتقى: في شرح موطأ مالك، وشرح المدونة، والتعديل والتجريح لمن روى عنه البخاري في الصحيح.
ينظر: الديباج المذهب ص ١٢٠، والوفيات (١/ ٢١٥)، والفوات (١/ ١٧٥)، ونفح الطيب (١/ ٣٦١)، وتهذيب ابن عساكر (٦/ ٢٤٨)، والأعلام (٣/ ١٢٤ - ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>