للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأجيب عن الأول بالقول بالموجب، وهو حمل كلام الغير على خلاف مراده.

وعن الثاني بأنه ليس بحديث، كذا قال الدارقطني (١)، بل هو قول الفقهاء، وعن قول أمية:

والشمس تطلع كل آخر ليلة ... حمراء يبصر لونها يتوقد

يقول الخليل: النهار الفجر (٢).

الثاني: أشار القرافي بقوله: (وكثير من الفقهاء. . إلخ) للرد على المازري في قوله: (الفجر) (٣) نور الشمس البادي في الأفق، فإذا تباعد عن


(١) هو: أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الدارقطني الحافظ المشهور؛ كان عالمًا حافظًا فقيهًا على مذهب الإمام الشافعي -رضي اللَّه عنه-، أخذ الفقه عن أبي سعيد الإصطخري الفقيه الشافعي، وقيل: بل أخذه عن صاحب لأبي سعيد، وأخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن محمد بن الحسن النقاش وعلي بن سعيد القزاز ومحمد بن الحصين الطبري ومن في طبقتهم، وسمع من أبي بكر بن مجاهد وهو صغير، وانفرد بالإمامة في علم الحديث في دهره، ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه، وتصدر في آخر أيامه للإقراء ببغداد، وكان عارفًا باختلاف الفقهاء، ويحفظ كثيرًا من دواوين العرب، منها ديوان السيد الحميري، فنسب إلى التشيع لذلك، وروى عنه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني صاحب (حلية الأولياء) وجماعة كثيرة، وسأل الدارقطني يومًا أحد أصحابه: هل رأى الشيخ مثل نفسه فامتنع من جوابه، وقال: قال اللَّه تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}، فألح عليه، فقال: إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وإن كان من اجتمع فيه ما اجتمع فيَّ فلا، وكان مفننًا في علوم كثيرة وإمامًا في علوم القرآن. وكانت ولادة الحافظ المذكور في ذي القعدة سنة ست وثلثمائة. وتوفي يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة، وقيل: ذي الحجة، سنة خمس وثمانين وثلثمائة ببغداد، وصلى عليه الشيخ أبو حامد الإسفراييني الفقيه المشهور المقدم ذكره. ودفن قريبًا من معروفي الكرخي، في مقبرة باب الدير، رحمه اللَّه تعالى. والدارقطني: بفتح الدال المهملة وبعد الألف راء مفتوحة ثم قاف مضمومة. ينظر: وفيات الأعيان (٣/ ٢٩٧).
(٢) في "ن ٢": النهار أو الفجر.
(٣) ما بين معكوفتين من "ن ٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>