قال صاحب الطراز: ويحمل قوله في الكتاب على أن المقبرة لم تنبش أما المنبوشة التي يخرج منها صديد الأموات وما في أمعائهم فلم يتكلم عليه مالك، حجتنا أن مسجده -عليه السلام- كان مقبرة للمشركين فنبشها -عليه السلام- وجعل مسجده موضعها ولأنه -عليه السلام- صلى على قبور الشهداء. وهذه المسألة مبنية على تعارض الأصل والغالب فرجح مالك الأصل وغيره الغالب حجة المخالف ما في الترمذي نهى -عليه السلام- أن يصلى في سبعة مواضع في المزيلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق ومعاطن الإبل وفي الحمام وفوق ظهر بيت اللَّه -عز وجل-، وقال -عليه السلام-: "موضعه طاهرًا فلا بأس به" وكرهه الشافعي والقاضي عبد الوهاب ومنعه ابن حنبل مع سطحه وجه المذهب قوله -عليه السلام- في مسلم: "وجعلت لي الأرض مسجدًا وترابها طهورًا" حجة الكراهة، الحديث السابق، ولأنه موضع النجاسات وكشف العورات".