قال أبو سعيد -رضي اللَّه عنه- سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ورواه البخاري -رحمه اللَّه تعالى- في صحيحه بهذا اللفظ، وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: من صلى بأرض فلاة صلى عن يمينه ملك وعن شماله ملك، فإذا أذن وأقام الصلاة أو أقام صلى وراءه من الملائكة أمثال الجبال. تنبيهات: الأول: ذكر المصنف في التوضيح في الحديث الأول أنه من قول أبي سعيد لعبد اللَّه بن زيد، وليس كذلك، إنما هو من قول سعيد لعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، كما تقدم عن الموطأ وهو كذلك في صحيح البخاري وغيره وعزا الحديث الثاني للبخاري وليس فيه وقد رواه مالك في الموطأ مرسلًا وأسنده النسائي وغيره. الثاني: ذكر جماعة من الشافعية منهم إمام الحرمين والغزالي والرافعي حديث أبي سعيد بلفظ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لأبي سعيد: "إنك رجل تحب الغنم" إلخ وتعقبهم ابن الصلاح وقال: هذا وهم وتحريف وإنما قال ذلك أبو سعيد للراوي عنه وهو عبد اللَّه بن عبد الرحمن وتبعه أيضًا النووي فقال: هذا الحديث مما غيره القاضي حسين والمازري والرافعي وغيرهم من الفقهاء فجعلوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هو القائل هذا الكلام لأبي سعيد وغيروا لفظه والصواب ما ثبت في صحيح البخاري والموطأ وسائر كتب الحديث وذكر اللفظ السابق، قال ابن حجر في فتح الباري: وأجاب ابن الرفعة عنهم بأنهم فهموا أن قول أبي سعيد سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عائد إلى كل ما ذكر. قال ابن حجر: ولا يخفى بعده. وذكر نحو ذلك في البدر المنير. قلت: وقع في كلام اللخمي وابن بشير وغيرهما من المالكية في حديث أبي سعيد نحو ما تقدم عن الغزالي وغيره من الشافعية. الثالث: قوله: مدى صوت المؤذن بفتح الميم مقصور يكتب بالياء: وهو غاية الشيء والمعنى لا يسمع غاية صوته إلخ، قال ابن حجر: قال البيضاوي: غاية الصوت تكون أخفى من ابتدائه فإذا شهد له من بعد عنه ووصل إليه منتهى صوته فلأن يشهد له من دنا منه وسمع منادي صوته أولى. انتهى. وقول: شهد له ظاهر كلام ابن حجر وغيره أن الشهادة هنا على بابها ورأيت في حاشيته نسخة من الموطأ عن ابن القطان أن الشهادة هنا بمعنى الشفاعة، قال ابن =