قال ابن الملقن في البدر المنير: (٥/ ٣٧): "هذا الحديث ذكره الدارقطني في "علله" وقد سئل عن حديث أبي أمامة مرفوعًا: "من أحيا ليلة الفطر أو ليلة الأضحى لم يمت قلبه إذا ماتت القلوب". فقال: يرويه ثور بن يزيد، واختلف عنه؛ فرواه جرير بن عبد الحميد، عن ثور، عن مكحول، عن أبي أمامة. قاله ابن قدامة وغيره عن جرير، ورواه عمرو بن هارون، عن جرير، عن ثور، عن مكحول، قال: وأسنده معاذ بن جبل، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: والمحفوظ أنه موقوف عن مكحول. ورواه ابن ماجه في "سننه" عن أبي أحمد المرار بن حمويه، ثنا محمد بن المصفى، نا بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من قام (ليلة) العيدين محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب". وبقية قد عرفت حاله فيما مضى لا سيما وقد عنعن. وذكره الشافعي بهذا اللفظ موقوفًا على أبي الدرداء، (رواه) عن شيخه إبراهيم بن محمد، قال: قال ثور بن يزيد: عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء: "من قام ليلة (العيدين للَّه) محتسبًا لم يمت قلبه حين تموت القلوب". وذكر ابن الجوزي في "علله" من حديث جرير بن عبد الحميد، عن مكحول، عن أبي أمامة: "من أحيا ليلة الفطر أو ليلة الأضحى، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب". ثم ذكر مقالة الدارقطني السالفة، ثم ذكره من حديث عيسى بن إبراهيم (القرشي) عن سلمة بن سليمان الجزري، عن مروان بن سالم، عن (ابن) كردوس، عن أبيه مرفوعًا: "من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب". ثم قال: هذا حديث لا يصح؛ في إسناده آفات: أحدها: مروان بن سالم، قال أحمد: ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني و (الرازي): متروك. ثانيها: سلمة بن سليمان، قال الأزدي: ضعيف. ثالثها: عيسى بن إبراهيم القرشي، قال يحيى: ليس بشيء. وذكره ابن الجوزي أيضًا في الكتاب المذكور من حديث معاذ بن جبل مرفوعًا: "من أحيا الليالي الأربع، وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر" ثم قال: هذا حديث لا يصح؛ في إسناده عبد الرحيم بن زيد العمي قال يحيى: كذاب. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الرافعي في "تذنيبه": هذا الحديث رواه الشافعي موقوفًا (عن إبراهيم، قال: قال ثور =