(١) أي: قليلة، ومن ذلك قول اللَّه تعالى على لسان إخوة يوسف {قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}، قال في تاج العروس (٣٨/ ٢١٢): "وبضاعة مزجاة: قليلة، وبه فسرت الآية. وفي بعض نسخ الصحاح: أي يسيرة. وفي الأساس: أي خسيسة يدفعها كل من عرضت عليه. وفي المصباح: تدفع بها الأيام لقلتها. وفي كتاب الغرر والدرر للشريف المرتضى، أي: مسوقة شيئًا بعد شيء على قلة وضعف. أو بضاعة مزجاة فيها إغماض، لم يتم صلاحها؛ عن ثعلب؛ وبه فسر الآية. قال: وقوله تعالى: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}، أي: بفضل ما بين الجيد والرديء. وقال بعض المفسرين: قيل: كانت حبة الخضراء والصنوبر. وقيل: متاع الأعراب الصوف والسمن. وقيل دراهم ناقصة". (٢) قوله: "وليس الخبر كالعيان"، هو حديث، ولكن بدل كالعيان: كالمعاينة، رواه من حديث ابن عباس: أحمد (١/ ٢١٥، رقم ١٨٤٢)، والحاكم (٢/ ٣٥١، رقم ٣٢٥٠) وقال: صحيح على شرط الشيخين، والطبراني في الأوسط (١/ ١٢، رقم ٢٥)، والضياء (١٥/ ٨٢، رقم ٧٦)، وابن حبان (١٤/ ٩٦، رقم ٦٢١٣). ومن حديث أنس: الضياء من طريق ابن خزيمة (٥/ ٢٠٢ رقم ١٨٢٧) وقال: إسناده صحيح. والخطيب (٣/ ٢٠٠). وهو حديث صحيح، وأما قول الإمام أحمد -كما في علل الترمذي-: لم يسمع هشيم حديث أبي بشر: "ليس الخبر كالمعاينة"، فليس بتضعيف للحديث، لأن غير هشيم قد رواه؛ ولذلك صححه جمع من المحدثين. (٣) سبق الحديث عنهم في مقدمة التحقيق.