للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومشايخ عصرهم عن مؤلفه -رضي اللَّه عنهم- أجمعين، فأردت حل ألفاظه ممزوجة الأصل والشرح بالحمرة والمداد، ليسهل تناوله من له أراد، فقلت مستعينًا على ذلك بالحسيب الجليل؛ فهو حسبي ونعم الوكيل، وسميته: (جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر):

بسم اللَّه الرحمن الرحيم أبتدئ به عملًا بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم اللَّه الرحمن الرحيم فهو أبتر" (١)، وفي رواية الرهاوي: "أقطع" (٢)، ومعناهما: ناقص، قليل البركة، غير تام، ومعنى: "ذي بال": شرف وعظمة، أو حال يهتم به (٣)، والباء في: "بسم" متعلقة بمحذوف.


(١) هذا الحديث رواه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي والسامع (٢/ ٦٩ - ٧٠)، من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ولكن قال بدل (أبتر): (أقطع). وهو بهذا السند صحيح، إن سلم من وقوع قرة، ولعل هذا ما دعا النووي في الأذكار ص ١١٢، العجلوني في كشف الخفاء (٢/ ١١٩، رقم ١٩٦٤) لأن يحكم له بالحسن، ولكن رمز له السيوطي في الجامع الصغير (٢/ ١٥٨) بالضعف، فاللَّه تعالى أعلم.
(٢) الألفاظ التي عناها ليست لحديث: ". . لا يبدأ فيه ببسم اللَّه. . "، وإنما لـ: ". . لا يبدأ فيه بحمد اللَّه. . "، قال النووي في الأذكار ص ١١١ - ١١٢: "وروينا في "سنن أبي داود"، "وابن ماجه"، و"مسند أبي عوانة الإسفراييني" المخرج على "صحيح مسلم" رحمهم اللَّه، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد للَّه فهو أقطع".
وفي رواية: "بحمد اللَّه".
وفي رواية: "بالحمد فهو أقطع".
وفي رواية: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد للَّه فهو أجذم".
وفي رواية: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم اللَّه الرحمن الرحيم فهو أقطع".
روينا هذه الألفاظ كلها في كتاب "الأربعين" للحافظ عبد القادر الرهاوي، وهو حديث حسن، وقد روي موصولًا كما ذكرنا، وروي مرسلًا، ورواية الموصول جيدة الإسناد، وإذا روي الحديث موصولًا ومرسلًا، فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء، لأنها زيادة ثقة، وهي مقبولة عند الجماهير.
(٣) ينظر: الأذكار للنووي ص ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>