(٢) يشير بذلك إلى تعارض الأحاديث في تسنيمها وتسطيحها، ورجح شارحنا تسنيمها؛ وذلك لأن أحاديث تسنيمها رواه البخاري (١/ ٤٦٨، رقم ١٣٢٥)، قال: حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد اللَّه أخبرنا أبو بكر بن عياش عن سفيان التمار أنه حدثه: أنه رأى قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مسنمًا. ويؤكد رؤية سفيان التمار ما رواه عبد الرزاق: (٣/ ٥٠٢، رقم ٦٤٨٤) عن ابن جريج قال: أخبرني أبو بكر عن غير واحد أن قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رفع جدثه شبرا وجعلوا ظهره مسنمًا ليست له حدبة. وفي ذلك أبلغ رد على البيهقي حين قال في سننه الكبرى (٤/ ٣، رقم ٧٠٠٩): "وأخبرنا أبو عمرو أخبرنا أبو بكر أخبرنا الحسن حدثنا حبان عن ابن المبارك أخبرنا أبو بكر بن عياش عن سفيان التمار: أنه حدثه أنه رأى قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مسنمًا. رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن مقاتل عن عبد اللَّه بن المبارك. (ق): ومتى ما صحت رواية القاسم بن محمد: قبورهم مبطوحة ببطحاء العرصة. فذلك يدل على التسطيح وصحت رؤية سفيان التمار قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مسنمًا فكأنه غير عما كان عليه في القديم فقد سقط جداره في زمن الوليد بن عبد الملك، وقيل: في زمن عمر بن عبد العزيز، ثم أصلح. وحديث القاسم بن محمد في هذا الباب أصح وأولى أن يكون محفوظًا. إلا أن بعض أهل العلم من أصحابنا استحب التسنيم في هذا الزمان لكونه جائزًا بالإجماع وأن التسطيح صار شعارًا لأهل البدع فلا يكون سببًا لإطالة الألسنة فيه ورميه بما هو منزه عنه من مذاهب أهل البدع وباللَّه التوفيق".