للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا إلى يوم القيامة إلا ذكره، ثم قال: "إن هذه الأمة توفي سبعين أمة قبلها، هي آخرها" (١).

وعلى آله: عطف على محمد؛ فتجوز الصّلاة عليهم تبعًا، وفي جوازها ومنعها وكراهتها على غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خلاف، انظره في الشفا (٢).


(١) رواه البغوي بسنده في شرح السنة، في باب التجافي عن الدنيا، وقال عَقِبَهُ: هذا حديث حسن، وأبو الصلت هو عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة الهروي، تكلموا فيه. وعلى هذا فمراده من قوله: (هذا حديث حسن) الحسن اللغوي، وروى الشطر الأخير الطرسوسي في مسند عبد اللَّه بن عمر تحت رقم (٢٣) بلفظ: "إن أمتي هذه توفي سبعين أمة، نحن خيرها، وآخرها".
(٢) قال عياض في الشفا (٢/ ٨٠ - ٨١): "عامة أهل العلم متفقون على جواز الصلاة على غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروي عن ابن عباس أنه لا تجوز الصلاة على غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروى عنه لا تنبغي الصلاة على أحد إلا النبيين. وقال سفيان: يكره أن يصلى إلا على نبي. ووجدت بخط بعض شيوخ مذهب مالك: أنه لا يجوز أن يصلى على أحد من الأنبياء سوى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا غير معروف من مذهبه، وقد قال مالك في المبسوط ليحيى بن إسحاق: أكره الصلاة على غير الأنبياء، وما ينبغي لنا أن نتعدى ما أمرنا به. قال يحيى بن يحيى: لست آخذ بقوله: ولا بأس بالصلاة على الأنبياء كلهم وعلى غيرهم.
واحتج بحديث ابن عمر وبما جاء في حديث تعليم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الصلاة عليه، وفيه: "وعلى أزواجه وعلى آله".
وقد وجدت معلقًا عن أبي عمران الفارسي روي عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- كراهة الصلاة على غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال: وبه نقول، ولم يكن يستعمل فيما مضى، وقد روى عبد الرزاق عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صلوا على أنبياء اللَّه ورسله فإن اللَّه بعثهم كما بعثتي"، قالوا: والأسانيد عن ابن عباس لينة.
والصلاة في لسان العرب بمعنى الترحم والدعاء، وذلك على الإطلاق حتى يمنع منه حديث صحيح أو إجماع، وقد قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ. . .}، وقال: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} الآية، وقال: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}، وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم صل على آل أبي أوفى"، وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: "اللَّهم صل على آل فلان"، وفي حديث الصلاة: "اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته"، وفي آخر: "وعلى آل محمد"، قيل: أتباعه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>