للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفسرنا المذهب بالطريق بناءً على ترادفهما، وهو أحد الأقوال. وقيل: مذهبه ما يفتى به، وطريقه ما يفعله في خاصته. وقيل: مذهبه ما قاله وثبت عليه، وطريقه ما قاله ورجع عنه.

مبينًا المختصر المسؤول [فيه] (١)، أي: موضحًا؛ فهو اسم فاعل، ويجوز أن يكون اسم مفعول، صفة لـ (مختصرًا مبينًا). لما به الفتوى، أي: القول الّذي استقرت به الفتوى.

ويقال: الفتيا، وهو: القول الّذي يفتي به الفقيه مِن مشهور أقوال مذهبه.


= منها: "يوشك أن يضرب الناس أكباد الأبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدًا أعلم من عالم المدينة"، أخرجه الترمذي (٥/ ٤٧، رقم ٢٦٨٠) وقال: حسن. والحاكم (١/ ١٦٨، رقم ٣٠٧) وقال: صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أيضًا: البيهقي (١/ ٣٨٥، رقم ١٦٨١). وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعًا: "يخرج الناس من المشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة، أو: عالم أهل المدينة".
قال في مجمع الزوائد (١/ ٣٤٩، رقم ٥٦٦): "رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل وهو ضعيف عند الأكثرين".
وقد فتشت عنه فيه فلم أجده، فلعله من المفقود، وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل هذا وثقه العجلي (٢/ ٥٧).
وقال في تهذيب التهذيب (٦/ ١٣): "وقال الترمذي: صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل.
قال محمد بن إسماعيل: وهو مقارب الحديث.
وقال ابن عدي: روى عنه جماعة من المعروفين الثقات، وهو خير من ابن سمعان ويكتب حديثه".
فعلى هذا فالرجل صدوق في حفظه شيء؛ ولذا قال الحافظ في التقريب (١/ ٥٤٢): "صدوق، في حديثه لين".
وقد اختلف العلماء في المراد من هذا الحديث، فالذي في الترمذي أن لسفيان بن عيينة قولين؛ أحدهما: أنه مالك، وبهذا القول قال عبد الرزاق وابن جريج. والآخر: أنه العمري، وبهذا القول قال الشافعي.
(١) ما بين معكوفتين غير موجود في "ك".

<<  <  ج: ص:  >  >>