للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للاستشكال، ويظهر ذلك مِن سياقها: موافقًا أو مخالفًا.


= ابن القاسم فأجابه إلى ما طلب، فأجابه فيما حفظ عن مالك بقوله، وفيما شك قال: أخال وأحسب وأظن به، ومنها ما قال فيه: سمعته يقول في مسألة كذا وكذا، ومسألتك مثله، ومنه ما قال فيه باجتهاده على أصل قول مالك، وتسمى تلك الكتب الأسدية.
قال أبو زرعة الرازي: كان أبو أسد قد سأل عنها محمد بن الحسن.
قال أسد: فكنت أكتب الأسئلة بالليل في قنداق من أسئلة العراقيين على قياس قول مالك، وأغدو عليه بها، فأسأله عنها، فربما اختلفنا فتناظرنا على قياس قول مالك فيها، فأرجع إلى قوله أو يرجع إلى قولي.
قال: وقال لي ابن القاسم: كنت أختم في اليوم والليلة ختمين، فقد نزلت لك عن واحدة رغبة في إحياء العلم.
قال: ولما أردت الخروج إلى إفريقية دفع إليّ ابن القاسم سماعه من مالك، وقال لي: ربما أجبتك وأنا على شغل، ولكن انظر في هذا الكتاب فما خالفه مما أجبتك فيه فأسقطه، ورغب إلي أهل مصر في هذه الكتب فكتبوها مني.
قال: وهي الكتب المدونة، وأنا دونتها، وأخذ الناس عن ابن القاسم تلك الكتب.
وقال سليمان بن سالم: إن أسدًا لما دخل مصر اجتمع مع عبد اللَّه بن وهب، فسأله عن مسألة فأجابه بالرواية, فأراد أن يدخل عليه، فقال له ابن وهب: حسبك إذ أذينا إليك الرواية, ثم أتى إلى أشهب فأجابه. فقال له: من يقول هذا؟
قال أشهب: هذا قولي. فدار بيننا كلام.
فقال عبد اللَّه بن عبد الحكم لأسد: كذا مالك؛ ولهذا أجابك بجوابه، فإن شئت فاقبل، وإن شئت فاترك.
فرجع إلى ابن القاسم فسأله, فأجابه، فأدخل عليه، فأجابه حتى انقطع أسد في السؤال، فقال له ابن القاسم: كذا زياد مغربي.
وقال له: من أين أقبلت؟ حتى أتبين لك. فقام أسد في المسجد على قدميه، وقال: معاشر الناس، إن كان مات مالك، فهذا مالك، فكان يسأله كل يوم، حتى دون عنه ستين كتابًا، وهي الأسدية.
قال: وطلبها منه أهل مصر، فأبى أسد عليهم، فقدموه إلى القاضي، فقال لهم: أي سبيل لكم عليه, رجل سأل رجلًا فأجابه، وهو بين أظهركم فاسألوه كما سأله, فرغبوا إلى القاضي في سؤاله قضاء حاجتهم في نسخها، فسأله, فأجابه، فنسخوها، حتى فرغوا منها، وأتى بها أسد إلى القيروان، فكتبها الناس.
قال ابن سحنون: وحملت لأسد بتلك الكتب في القيروان رياسة.
قال غيره: وأنكر عليه الناس إذ جاء بهذه الكتب، وقالوا: أجئتنا بأخال وأظن =

<<  <  ج: ص:  >  >>