للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكم بذلت طريفي والتليد لكم ... طوعًا، وأرضيت عنكم كل مختصم

فقوله: (طوعًا): تتميم.

والتكميل: أن يأتي المتكلم أو الشاعر بكلام له معنى، لو اقتصر عليه لكان غير بالغ رتبة الكمال، فيأتي له بتكميل من غير معناه، كقوله -تعالى-: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}؛ فإنه لو اقتصر {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} لما كان الوصف لهم كاملًا من كل وجه، فلما قال: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} كمله، وبيت الصفي الحلي:

نفس مؤيدة بالحق يعضدها ... عناية صدرت عن بارئ النسم

فقوله: (يعضدها) وما بعده تكميل.

وأشير بصحح واستحسن إلى أن شيخًا غير الأربعة الذين قدمتهم صحح هذا القول، أو استظهره بلفظ صحح، أو غيره مما قدمناه، والمصنف داخل فيهم.

وإنما لم يسمهم مع من قدمهم عند ذكره الاصطلاح لكثرتهم؛ فيؤدي للطول.

وفَهْمُ بعضِ مشايخي أن في كلامه لفًا ونشرًا، فجعل (صحح) لما صححه بعض المشايخ غير من تقدم، و (استحسن) لما استظهره بعضهم، غيرُ ظاهر؛ لمخالفته مشاهدة الحس، على ما تراه فيما يأتي.

وأشير بالتردد لتردد بعض المتأخرين من أهل المذهب، ولو واحدًا منهم فقط، كما ستقف عليه في النقل لطرق المذهب المنصوصة


= و"الأغلاطي - خ"، معجم للأغلاط اللغوية، و"درر النحور - خ" وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و"صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء - خ" و"الخدمة الجليلة - خ" رسالة في وصف الصيد بالبندق. وللشيخ علي الحزين المتوفى سنة ١١٨١ كتاب "أخبار صفي الدين الحلي ونوادر أشعاره". ينظر: الأعلام (٤/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>