وقال ابن حجر في تعجيل المنفعة (٢/ ٦٢٥): "مالك انا الثقة عن عمرو بن شعيب قيل هو عمرو بن الحارث أو بن لهيعة وعن الثقة عنده عن بكرٍ بن الأشج قيل هو مخرمة بن بكرٍ وعن الثقة عن سليمان بن يسار وعن الثقة عن بن عمر هو نافع كما في موطأ ابن القاسم". والراجح ما قاله ابن عبد البر؛ لأنه من أهل الاستقراء التام للموطا، وروايات المذهب، ولو سلمنا بما قال ابن حجر فإن عمرو بن الحارث كما قال الذهبي في الميزان (٣/ ٢٥٢، رقم الترجمة: ٦٣٤٨) هو: "عمرو بن الحارث [ع] عالم الديار المصرية وشيخها ومفتيها مع الليث ابن سعد فوثقوه، مع أن الأثرم سمع أبا عبد اللَّه يقول: ما في المصريين أثبت من الليث، وقد كان عمرو بن الحارث عندي، ثم رأيت له أشياء مناكير. وقال الأثرم أيضًا، عن أبي عبد اللَّه: إنه حمل على عمرو بن الحارث حملًا شديدًا. وقال: يروى عن قتادة أحاديث يضطرب فيها ويخطىء. وقال ابن معين والعجلي والنسائي وغيرهم: ثقة. وروى عمرو بن سواد، عن ابن وهب، قال: ما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث. وروى أحمد بن يحيى بن وزير، عن ابن وهب، قال: لو بقى لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك. وقال أبو حاتم: لم يكن له نظير في الحفظ في زمانه. وقال سعيد بن عفير: كان أخطب الناس وأبلغهم وأرواهم للشعر. قلت: مات كهلًا سنة ثمان وأربعين ومائة". فهذا النقل يدل على عدالة الرجل وضبطه، وأما ما رواه الأثرم فلا يدل على ضعف الرجل؛ لأنه ربما وهم في الأحاديث التي سمعها منه أحمد، وإلا فإن الناس قد شهدوا له بالحفظ والإتقان، ولذلك قال الحافظ في التقريب (١/ ٧٣٢): "عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أيوب ثقة فقيه حافظ من السابعة مات قديمًا قبل الخمسين ومائة ع". وأما ابن لهيعة، فهو كما قال الذهبي في الميزان (٢/ ٤٧٥، رقم الترجمة: ٤٥٣٠): "عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي [د، ت، ق]، أبو عبد الرحمن قاضى مصر وعالمها، ويقال الغافقي، أدرك الأعرج، وعمرو بن شعيب، والكبار. قال ابن معين: ضعيف لا يحتج به. الحميدي، عن يحيى بن سعيد - أنه كان لا يراه شيئًا. =