للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التصديق في رأس مال السلم؛ لأنه قد يجد نقصًا، فيغتفره لأجل الأجل، فيمنع لما قابل الأجل من النقص، ثم لك أو عليك يا مسلم إذا أكلته بعد التصديق، فوجدته زائدًا أو ناقصًا على المتعارف بين الناس الزيد والنقص المعروف، لف ونشر مرتب، وإلا يكن الزيد والنقص متعارفًا بل كان متفاحشًا فلا رجوع لك، يا مسلم بما وجدت من نقص، إلا بتصديق من المسلم إليه على النقص أو بينة لم تفارق طعامه من حين قبضه إلى وجدانه ناقصًا.

قال بعضهم: ولا يترك له قدر النقص المتعارف.

وإن لم يكن تصديق ولا بينة حلف المسلم إليه، وصفة يمينه تحليفه إن كان قد اكتاله هو أو قام على كيله حلف، لقد أوفى ما سمى له، أو إن لم يكن اكتاله ولا قام على كيله حلف لقد باعه على ما كتب به إليه، وكيله له فيه لمن كان قد بعمث به إليه، وقيد ابن يونس كون اليمين على هذه


= وأرى الثريا في السماء كأنها ... قدم تبدد من ثياب حداد
وقوله:
وتروم الثريا في الغروب مراما ... كانكباب طمر كاد يلقى اللجاما
وذلك أن إحسانه في النوع الأول أكثر، وهو به أشهر، وكل ما لا يصح أن يسمى تمثيلًا فلفظ المثل لا يستعمل فيه أيضًا، فلا يقال: ابن المعتز حسن الأمثال، تريد به نحو الأبيات التي قدمتها، وإنما يقال: صالح بن عبد القدوس كثير الأمثال في شعره، يراد نحو قوله:
وإن من أدبته في الصبا ... كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه مورقا نادرا ... بعد الذي أبصرت من يبسه
وما أشبهه مما الشبه فيه من قبيل ما يجرى فيه التأول ولكن إن قلت في قول ابن المعتز:
فالنار تأكل نفسها ... إن لم تجد ما تأكله
إنه تمثيل فمثل الذي قلت ينبغي أن يقال لأن تشبيه الحسود إذا صبر عليه وسكت عنه وترك غيظه يتردد فيه بالنار التي لا تمد بالحطب حتى يأكل بعضها بعضًا مما حاجته إلى التأول ظاهرة بينة، فقد تبين بهذه الجملة وجه الفرق بين التشبيه والتمثيل وفي تتبع ما أجملت من أمرهما وسلوك طريق التحقيق فيهما ضرب من القول ينشط له من يأنس بالحقائق".

<<  <  ج: ص:  >  >>