للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأفضل لفذ تقديمها في أول المختار مُطْلقًا، أي: صبحًا أو غيرها، والأفضل له أيضًا تقديمها أوله على إيقاعها مع جماعة آخره، وإن كان فضل الجماعة مطلوبًا، لخبر: "أفضل الأعمال الصّلاة لأول وقتها، وأول الوقت رضوان اللَّه، ووسطه غفران اللَّه، وآخره عفو اللَّه" (١).


(١) قال في البدر المنير (٣/ ٢٠٦ - ٢١١): "الحديث الخامس بعد العشرين: عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "الصلاة أول الوقت رضوان اللَّه، وآخر الوقت عفو اللَّه"، هذا الحديث ذكره الشافعي في البويطي والمختصر، هكذا بغير إسناد، لكن بصيغة جزم، وذكره أيضًا كذلك ابن السكن في صحاحه، وهو مروي من طرق كلها ضعيفة.
أحدها: من طريق ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الوقت الأول من الصلاة رضوان اللَّه، والوقت الآخر عفو اللَّه"، رواه الترمذي، والدارقطني من حديث يعقوب بن الوليد المدني، عن عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر.
ويعقوب هذا أحد الهلكى، قال أحمد: كان من الكذابين الكبار يضع الحديث.
وقال يحيى: لم يكن بشيء كذاب.
وقال أبو زرعة: غير ثقة ولا مأمون. وفي رواية: ليس بشيء.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث، وهو متروك الحديث. وفي رواية: والحديث الذي رواه موضوع.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ليس بمحفوظ، وهو بين الأمر في الضعفاء.
وقال ابن حبان: ما روى هذا الحديث إلا يعقوب، وهو يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب.
قلت: وقد نص غير واحد من الحفاظ على ضعف هذا الحديث.
قال البيهقي في خلافياته: قال الحاكم أبو عبد اللَّه: الحمل في هذا الحديث على يعقوب بن الوليد؛ فإنه شيخ من أهل المدينة قدم عليهم بغداد، فنزل الرصافة، وحدث عن هشام بن عروة وموسى بن عقبة ومالك بن أنس وغيرهم من أئمة المسلمين بأحاديث كثيرة مناكير.
وقال البيهقي أيضًا في سننه: هذا حديث يعرف بيعقوب بن الوليد المدني، ويعقوب منكر الحديث، ضعفه يحيى بن معين، وكذبه أحمد بن حنبل وسائر الحفاظ، ونسبوه إلى الوضع، ونعوذ باللَّه من الخذلان.
قال ابن عدي: وكان ابن حميد يقول لنا في هذا الإسناد: عبيد اللَّه بدل عبد اللَّه، والصواب الثاني. قال: على أن هذا الحديث بهذا الإسناد باطل إن قيل فيه: عبد اللَّه أو عبيد اللَّه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>