للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= رواه ابن عدي من حديث بقية، عن عبد اللَّه مولى عثمان بن عفان قال: حدثني عبد العزيز قال: حدثني محمد ابن سيرين، عن أنس به، ثم قال: لا يرويه بهذا الإسناد إلا بقية، وهو من الأحاديث التي يرويها بقية عن المجهولين؛ لأن عبد اللَّه مولى عثمان وعبد العزيز لا يعرفان.
قلت: لا جرم قال البيهقي في سننه وخلافياته: إنه حديث ليس بشيء.
وقال ابن الجوزي في علله: لا يصح.
الطريق الخامس: عن ابن عباس رفعه: "أول الوقت رضوان اللَّه، وآخره عفو اللَّه"، رواه البيهقي في خلافياته من حديث نافع مولى يوسف السلمي البصري، عن عطاء، عنه به، ثم قال: نافع هذا أبو هرمز، ضعفه يحيى بن معين وابن حنبل وغيرهما.
قلت: أبو هرمز هذا يروي عن أنس، والواقع في الإسناد يروي عن عطاء، وقد فرق ابن الجوزي بينهما، فجعلهما ترجمتين، ونقل تضعيف أحمد ويحيى لنافع أبي هرمز البصري، ونقل تضعيفه عن غيرهما أيضًا، ثم ذكر نافعًا مولى يوسف السلمي، وقال: قال أبو حاتم: متروك الحديث.
وتبعه الذهبي في التفرقة بينهما في كتابه المغني، وأجمل البيهقي في سننه القول في تضعيفه فقال: روي هذا الحديث عن ابن عباس أيضًا مرفوعًا وليس بشيء، قال فيها: وروي أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا، وهو معلول.
قال: وله أصل من قول أبي جعفر محمد بن علي الباقر كذلك رواه أبو أويس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: (أول الوقت رضوان اللَّه، وآخر الوقت عفو اللَّه).
قال: وروي عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن على مرفوعًا قال: وإسناده -فيما أظن- أصح ما روي في الباب.
ونقل في خلافياته عن الحاكم أنه قال: أما الذي روي في أول الوقت وآخره، فإني لا أحفظه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجه يصح، ولا عن أحد من أصحابه، إنما الرواية فيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر.
ونقل الشيخ تقي الدين في الإمام عن الخلال، أنا الميموني قال: سمعت أبا عبد اللَّه -يعني: أحمد ابن حنبل- يقول: لا أعرف شيئًا يثبت في أوقات الصلاة أولها كذا، وأوسطها كذا، وآخرها كذا -يعني: مغفرة ورضوانًا- وقال له رجل: ما يروى أول الوقت كذا، وأوسطه كذا، رضوان ومغفرة؟ فقال له أبو عبد اللَّه: من يروي هذا؟ ليس هذا يثبت.
قلت ويغني عن هذا كله في الدلالة حديث عبد اللَّه بن مسعود السالف في أول التيمم أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- سئل أي الأعمال أفضل؟ فقال: "الصلاة لأول وقتها"، وهو حديث صحيح كما أسلفناه، وقد ذكره الرافعي إثر هذا الحديث، وكان يتعين عليه تقديمه عليه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>