للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النخعي: لو رأيت الصحابة يتوضؤون إلى الكوعين لتوضأت كذلك، وأقرأها {إِلَى الْمَرَفِقِين}؛ لأنهم لا يتهمون في ترك السنن، وهم أرباب العلم، وأحرص الناس على أتباع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا يظن بهم أحد إلا ذو ريبة في دينه.

قال عبد الرحمن بن مهدي (١): السنة المتقدمة من سنن أهل المدينة خير من الحديث.

وظاهره: الترجيع، ولو كثر المؤذنون، وهو كذلك عن مالك، وعن مالك: إذا كثروا رجع الأول خاصة. ذكره المازري.

بأرفع من صوته بهما أولًا؛ لأن أذان أبي محذورة (٢) كان كذلك (٣)،


= الطبري، في ١١ جزءًا، و (جامع البيان في تفسير القرآن - ط) يعرف بتفسير الطبري، في ٣٠ جزءًا، و (اختلاف الفقهاء - ط) و (المسترشد) في علوم الدين، و (جزء في الاعتقاد - ط) و (القراآت) وغير ذلك. وهو من ثقات المؤرخين، قال ابن الأثير: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ، وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق. وكان مجتهدًا في أحكام الدين لا يقلد أحدًا، بل قلده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه. وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحًا. ينظر: الإعلام (٦/ ٦٩).
(١) هو: عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري البصري اللؤلؤي، أبو سعيد، (١٣٥ - ١٩٨ هـ = ٧٥٢ - ٨١٤ م): من كبار حفاظ الحديث، وله فيه تصانيف، حدث ببغداد، ومولده ووفاته في البصرة.
قال الشافعي: لا أعرف له نظيرًا في الدنيا. ينظر: الإعلام (٣/ ٣٣٩).
(٢) هو: أوس بن معير الجمحي، أبو محذورة، (٠٠٠ - ٥٩ هـ = ٠٠٠ - ٦٧٩ م): المؤذن الأول في الإسلام، قريشي، أمه من خزاعة، اشتهر بلقبه، واختلفوا في اسمه واسم أبيه أسلم بعد حنين، وكان الأذن قبله دعوة للناس إلى الصلاة، على غير قاعدة، وسمع في الجعرانة صوتا غير منسجم يقلده هزؤا به، واستحسن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صوته، ودعاه إلى الإسلام فأسلم، قال: وألفى على التأذين هو بنفسه، فقال: قل: اللَّه أكبر اللَّه أكبر. . إلخ، ولما تعلم الأذان جعله مؤذنه الخاص، وطلب أن يكون مؤذن مكة، فكان، وظل الأذان في بنيه وبني أخيه مدة، ورويت عنه أحاديث، ولبعض الشعراء أبيات فيه. ينظر: الأعلام (٢/ ٣١).
(٣) قال البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٤١٩): وأخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أخبرنا أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن نصر، حدثنا أبو الوليد =

<<  <  ج: ص:  >  >>