للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهما كما ترى يفيدان أن شيخه الذي لم يأت على ذكره اسمًا هو بعض من تتلمذ على النويري وله شرح أو تعليق على مختصر خليل، وممن تتلمذ على الزين طاهر، وبالرجوع إلى كتب التراجم تجد أن من يمكن أن يكون المراد هو أحد رجلين: إما القلتاوي، وإما السنهوري، وبالرجوع إلى الأسانيد إلى التتائي تبين لي أن المراد هو السنهوري (١).

هذا، وإن التتائي لم يأت على ذكر أحد من مشايخه بالاسم مع نعته بقول شيخنا من غير المالكية سوى بدر الدين المعروف بالسبط المارديني، وهو فقيه شافعي، وعالم في الرياضيات والفلك، كما هو ظاهر من آثاره، ويبدو أن صاحبنا قد أخذ عنه فضلًا عن الحساب: الفرائض؛ فله من المصنفات شرح على الرحبية، لما للفرائض من صلة بالحساب، وهذا ما يفسر ذكر التتائي له في الفرائض فقط أكثر من مرة.

ومهما يكن من أمر، فإني لم أقف على من قيل: إنه تتلمذ عليهم وفق ما في كتب التراجم المختصة بالمالكية سوى خمسة، والغريب في الأمر أن السخاوي لم يذكره في الضوء اللامع: لا ترجمة، ولا تلمذة، فأما عدم ذكره ترجمة فواضح، وأما تلمذة فمشكل؛ لأنه أتى على ذكر من يعدون من أقران التتائي وترجم لهم ترجمة ضافية، وأعني من هؤلاء الأقران الناصر اللقاني، ولعل السبب راجع إلى أن التتائي لم يبرز إلا بعد وضع الضوء اللامع، أو بعد وفاة السخاوي، وأما كتاب شذرات الذهب وكتاب الكواكب السائرة، وكتاب النور السافر فلا أدري ما عذرها، ومن ثم فلا أدري علام اعتمد صاحب نيل الابتهاج (٢) وصاحب شجرة النور (٣) فيما


(١) ولا يعني هذا أنَّا نرفض أن يكون قد تتلمذ على القلتاوي، لكن الحديث هنا عما يمكن أن يكون المرأد بقوله في شرحه: قال شيخنا، لا سيما إذا علمت أن كلا من الرجلين قد أخذ عن النويري والزين طاهر، والذي دفعنا إلى اختيار السنهوري ما هو مبسوط في ترجمتهما.
(٢) ينظر: نيل الابتهاج، المطبوع بهامش الديباج ٣٣٥.
(٣) ينظر: وشجرة النور ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>