قالاه، فهما ليسا معاصرين له، وقد علمت أن الرجل ليس من منهجه ذكر مشايخه تصريحًا، إلا إذا اعتمدوا على الأسانيد العلمية، فحينئذ ممكن، وهذا دفعني إلى البحث عن ذكر التتائي في كتب الأسانيد بعد أن تعذر علي الوقوف على فهرسته، فوجدت أن من مشيخته على اليقين: سبط المارديني، والنور السنهوري، والبرهان اللقاني، وعلى كل حال فإن شيوخه مجاراة لما في شجرة النور الزكية (١) خمسة، وهم:
١ - أحمد بن يونس بن سعيد بن عيسى بن عبد الرحمن بن يعلى بن مدافع بن خطاب بن علي الشهاب الحميري القسنطيني المغربي المالكي نزيل الحرمين، ويعرف بابن يونس.
قال في الضوء اللامع: "ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بقسنطينة، ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة، وتفقه بمحمد بن محمد بن عيسى الزلدوي وأبي القسم البرزلي وابن غلام اللَّه القسنطيني وقاسم بن عبد اللَّه الهزبري.
وعن الأول أخذ الحديث والعربية والأصلين والبيان والمنطق والطب، وغيرها من العلوم العقلية والنقلية وبه انتفع وغير ذلك.
وسمع الموطأ على ثانيهم، رواه له عن أبي عبد اللَّه بن مرزوق الكبير عن الزبير بن علي المهلبي، وأخذ شرح البردة وغيرها عن مؤلفها أبي عبد اللَّه حفيد ابن مرزوق حين قدومه عليهم، وتلا بالسبع على بلديه يحيى.
وارتحل للحج في سنة سبع وثلاثين فأخذ عن البساطي شيئًا من العقليات وغيرها، وعن شيخنا والعز عبد السلام القدسي والعيني وابن الديري وآخرين، ورجع إلى بلده فأقام على طريقته في الاشتغال إلى أن حج أيضًا بعد الأربعين، وجاور بمكة حينئذ، وسمع على الأخوين الجلال والجمال ابني المرشدي في العلم والحديث، وعلى الزين بن عياش وأبي الفتح المراغي وطائفة، وتكرر بعد ذلك ارتحاله من بلده للحج مع المجاورة في بعضها إلى أن قطن مكة في سنة أربع وستين، وتزوج بها، وتصدى فيها