الفرائض والحساب والميقات، ولازم دروسه، وكذا لازم العلاء القلقشندي في الفرائض والفقه، ومما أخذه عنه الفصول لابن الهائم، وتقسيم الحاوي وبهجته والمنهاج والمهذب، بل وقرأ عليه البخاري والترمذي وغيرهما، وحضر أيضًا دروس القاياتي والبوتيجي والمحلي والعلم البلقيني والشرواني والخواص.
وقرأ في العربية على الكريم العقبي، وسمع على شيخنا والصالحي والرشيدي وغيرهم بالقاهرة، وأبي الفتح المراغي بمكة، وشمس الدين ابن الفقيه حسن دمياط في آخرين.
وكان أول اشتغاله في سنة تسع وثلاثين، وحج غير مرة، وجاور في الرحبية المزهرية، وكذا زار بيت المقدس غير مرة أيضًا، منها: في سنة تسعين مع أبي البقاء بن الجيعان، ودخل الشام مرتين وحماة فما دونها.
وتميز في الفنون، وعرف بالذكاء، مع حسن العشرة والتواضع، والرغبة في الممازحة والنكتة والنادرة، وامتهان نفسه وترك التأنق في أمره، وأشير إليه بالفضيلة، فتصدى للإقراء، وانتفع به الفضلاء في الفرائض والحساب والميقات والعربية ونحوها.
وممن أخذ عنه النجم بن حجي، وصار بأخرة فريدًا في فنون، وباشر الرياسة في أماكن، بل تصدر بجامع طولون برغبة نور الدين بن النقاش له عنه، وعمل فيه أجلاسًا في صفر سنة تسع وسبعين.
وكتب في الميقات مقدمات جمة تزيد كما أخبرني على مائتين، منها المنصورية، كأنه عملها لجماعة المنصورية، والسر المودوع في العمل بالربع المقطوع، وعمل متنًا في الفرائض سماه كشف الغوامض، واختصره في نحو نصف حجمه، بل وشرحه وشرح فيه كلًّا من تصانيف أربعة لابن الهائم الفصول والتحفة القدسية والمقنع وسماه: القول المبدع، والألفية المسماة: كفاية الحفاظ، مع توضيح للألفية أيضًا، وكذا شرح الجعبرية والرحبية والأشنهية، ولكنه لم يكمل، ومنظومة الموفق الحنبلي والحوفي، ورتب مجموع الكلائي مع اختصاره، والإتيان فيه بزوائد مهمة.