ما ينقضه بقوله بل هو من مدرسي الجامع من نحو عشرين سنة ونحو ذلك، وحج وتنزل في البيبرسية وسعيد السعداء وغيرهما بل تكلم في البرقوقية والسعيدية فما حمد تصرفه سيما مع عدم المراعاة وقلة المداراة، ولم يلبث أن صرف وحوسب وباع بعض جهاته حتى وفى. ما كان استأداه، وقاسى مالًا خير في شرحه، ولولا مدافعة الدوادار عنه لكان الأمر أفحش؛ ورجع إلى حالته الأولى من الفاقة والتقلل والتقنع ولكن قوي النفس؛ ولقد أجاد الكتابة حين استفتى على من حسن جباية شهرين من الأماكن، وصمم هو على عدم الدفع، وما نهضوا لمدافعته، ولم يلبث أن نسب لولده في الكيمياء عمل أو إيماء أو مخالطة، وبلغني أنه كتب شرحًا على كل من الرسالة والمختصر وابن الحاجب، وكذا على إيساغوجي وغيرها، وأنه عمل في النحو شيئًا، ولما مات ابن تقي أعطاه الأستادار النيابة في تدريس الصالح عن ولد ابن عمار" (١).
وقد وجدت في فهرسة الشيخ علي بن خليفة المساكني -المتوفى سنة ١١٧٨ هـ عن اثنين وتسعين عامًا- شيخًا للتتائي سادسًا، وهو: البساطي، فقد قال عند ذكر سنده إلى المختصر الخليلي: "أما المختصر فهو:
عن شيوخ عدة من أجلهم: شيخ مشايخ الإسلام، حلّال المشكلات للخاص والعام، من ملأت محاسنه الأسماع، وانعقد على وفور حلمه وعمله الإجماع: الشيخ علي الأجهوري.