فدرس فيها على قاضي الجماعة محمد بن عقاب -بضم المهملة وفتح القاف- في التفسير والحديث والفقه، وروى عنه كتب شيخنا الفقيه أبي عبد اللَّه بن عرفة عنه.
ثم على قاضي الجماعة بعده أحمد القلشاني أخي عمر قراءة وسماعًا في التفسير والفقه.
وعلى أحمد المنستيري -بفتح النون وإسكان المهملة وكسر الفوقانية وسكون التحتانية- في النحو والأصلين.
وصنف في تونس عدة تصانيف منها القانون في الحساب كراسة، وشرحه في مجلدة لطيفة والكليات في الفرائض نحو كراسة، وشرحها في نحو أربعة كراريس، وكشف الجلباب في علم الحساب نحو أربعة كراريس وغير ذلك.
ثم رحل من تونس سنة خمسين فدخل القاهرة، وفي التي بعدها حج فيها، وعاد وأقام بها، فقرأ عليه الناس، وكتبوا من مصنفاته، وهو مع ذلك يتردد إلى المشايخ، ويقرأ في غير الحساب والفرائض، لا سيما العقليات.
وهو رجل صالح، قاله البقاعي، وقال: إنه أجاز له في سنة اثنتين وخمسين رواية جميع مصنفاته ومروياته، وإنه حضر معه عند أبي الفضل المذكور في شرح القطب على الشمسية.
قلت: وهو ممن سمع على شيخنا مع أبي عبد اللَّه الراعي في سنة اثنتين وخمسين" (١).
ولعل ما يؤكد أن البسطي هذا هو المراد من كلام التتائي، ما ذكره الزركلي في ترجمته، فقد قال: "القلصادي (٨١٥ - ٨٩١ هـ/ ١٤١٢ - ١٣٨٦ م) علي بن محمد بن علي القرشي البسطي أبو الحسن، الشهير بالقلصادي: عالم بالحساب، فرضي، فقيه من المالكية، وهو آخر من له التآليف الكثيرة