وكان كثير الاحتمال، ولا سيما من جفاء الطلبة: من المغاربة، وأهل الريف، ومات في الطاعون العام في رمضان سنة ٧٤٩، وقبره مشهور يتبرك بزيارته، وكان فقيهًا مالكيًا، ذاكرًا للمسائل مقبلًا على أشغال الطلبة، ينقضي وقته في ذلك مع وفائه بالأوراد التي وظفها على نفسه من صيام وقيام وتلاوة وذكر. قال الجائي الدوادار: وقع في نفسي إشكال، فقصدت بعض العلماء بالصالحية لأسأله عنه، فلم أجده، فوجدت الشيخ عبد اللَّه المنوفي، فسلمت عليه، فقال لي: لعلك تشتغل بشيء من العلم؟ فقلت: نعم. فَذَكَرَ لي المسألة بعينها، والإشكال بعينه، فقلت له: منكم يستفاد. قال: فأجابني جوابًا شافيًا، وأزال الإشكال، فسألته أنا عن مسألة أخرى. فقال لي: قم؛ فقد حصل المقصود. وقد جمع الشيخ خليل المالكي له ترجمة مفيدة، وذكر فيها من كراماته شيئًا، ومن أوصافه الجميلة وأخلاقه المرضية ما يشهد بعطم مقامه، وذكر أن مولده كان في قرية من قرى مصر، يقال لها: سابور في سنة ٦٨٦". (١) ما بين معكوفتين مطموس في "ك". (٢) هو: خليل بن إسحاق بن موسى، ضياء الدين الجندي، (٠٠٠ - ٧٧٦ هـ = ٠٠٠ - ١٣٧٤ م): فقيه مالكي، من أهل مصر، كان يلبس زي الجند، تعلم في القاهرة، وولي الإفتاء على مذهب مالك، له (المختصر - ط) في الفقه، يعرف بمختصر خليل، وهو أشهر كتبه، وقد شرحه كثيرون. ينظر: الأعلام (٢/ ٣١٥). قال في الدرر الكامنة (٢/ ٢٠٧): "وكان يسمى محمدًا، ويلقب ضياء الدين، سمع من ابن عبد الهادي عبد الغني، وقرأ على الرشيدي في العربية والأصول، وعلى الشيخ عبد اللَّه المنوفي في فقه المالكية، وشرع في الإشغال بعد شيخه، وتخرج به جماعة، ثم درس بالشيخونية، وأفتى وأفاد. ولم يغير زي الجندية، وكان صينًا عفيفًا نزيهًا". =