للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سيد العرب: هذا وما يليه نعت لمحمد، والعرب جيل مِن الناس سكان الأمصار، والأعراب منهم سكان البادية.

والسيد: هو الكامل المحتاج إليه، واستعمله في غير اللَّه للدلالة على جوازه، وحكى ابن المنذر (١) قولًا يمنعه في غير اللَّه، وحكى في منع إطلاقه على غير اللَّه وكراهته قولين عن مالك.


= حجاج بن المنهال حدثنا حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعًا: "من ولد له مولود فسماه محمدًا تبركًا به كان هو ومولوده في الجنة" في إسناده من تكلم فيه.
قلت: هذا مثل حديث ورد في الباب وإسناده حسن"، وقد حكم عليه الملا علي القاري بالوضع في كتابه الأسرار المرفوعة ص ٤٣٥، ومن قبل ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ١٥٧)، ولكن الفتني قال في تذكرة الموضوعات ص ٢٢٩: "في الوجيز أبو أمامة" "من ولد له مولود فسماه محمدًا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة" في إسناده من تكلم فيه.
قلت: رجاله كلهم ثقات معروفون ورمى بعضهم بالقدر وهو غير قادح".
وتعقبه ابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ٢٢٣)، فقال: "لا؛ فإن الذهبي قال في تلخيصه: المتهم بوضعه حامد بن حماد بن المبارك العسكري: شيخ ابن بكير، وكذلك قال في الميزان في ترجمة حماد، وقد ذكر هذا الحديث، وهو آفته، وأقره الحافظ ابن حجر في اللسان، لكني وجدت له طريقًا أخرى، أخرجه منها ابن بكير أيضًا، واللَّه أعلم".
ولم أقف على هذه الطريق التي ذكرها، لكني وجدت الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (١/ ٣١٩) قد قال: "ثم وجدت ابن عراق قد تعقب السيوطي في "تنزيه الشريعة" (١/ ٨٢) بمثل ما تعقبته به، إلا أنه زاد فقال: لكن وجدت له طريقًا أخرى أخرجها ابن بكير أيضًا، واللَّه أعلم.
قلت: وسكت عليه! وفيه ثلاثة لم أجد من ذكرهم، فأحدهم آفته".
فكلامه هذا يدل على أنه قد وقف على تلك الطريق، ووجدها ضعيفة، وعلى ذلك فإن الحديث ليس كما قال السيوطي، وأنه في أفضل أحواله ضعيف.
(١) هو: محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، أبو بكر، (٢٤٢ - ٣١٩ هـ = ٨٥٦ - ٩٣١ م): فقيه مجتهد، من الحفاظ. كان شيخ الحرم بمكة.
قال الذهبي: ابن المنذر صاحب الكتب التي لم يصنف مثلها، منها: "المبسوط" في الفقه، و"الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف - خ"، و"الإشراف على مذاهب أهل العلم - خ" الجزء الثالث منه، فقه، و"اختلاف العلماء - خ" الأول منه، و"تفسير القرآن - خ". ينظر: الأعلام (٥/ ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>