الأصل القهوفي -بضم القاف ثم هاء وبعد الواو قاف- اللقاني ثم القاهري الأزهري المالكي.
ولد في أوائل سنة سبع عشرة وثمانمائة بالقهوقية من أعمال لقانة، ونشأ بها، فقرأ القرآن عند جماعة منهم: البرهان إبراهيم بن عثمان بن سعيد ابن النجار والد الخطيب الوزيري، وكان رجلًا مباركًا، وكذا أخوه، ويدل لذلك أنه اتفق أن صاحب الترجمة رأى وهو عائد في سورة الحج أنه ارتقى إلى أعلى درجة بمنبر جامع الأزهر ليخطب بالناس، وأنه خطب بهم بخطبة الرسالة، وذلك قبل حفظه لها، فقصه على المشار إليه، فقال له: تبلغ مبلغًا في العلو والتدريس، وإذا وقع لك فحلني. فقال له: نعم فما مات حتى رآه يدرس، وذكره بالمنام، فتذكره والتمس منه الوفاء بما وعده به، ففعل.
ولما انتهى حفظه للقرآن بالبلد المذكور حفظ به المنظومة الغافقية في المذهب، ثم بعض الرسالة، ثم تحول منها إلى القاهرة، فجاور بجامع الأزهر تحت كنف الشمس بن موسى اللقاني، وأكمل حفظ الرسالة، ثم حفظ مختصر الشيخ خليل، وألفية ابن مالك.
وأخذ الفقه عن جماعة: كالزين طاهر ولازمه، حتى كان جل انتفاعه به، والزين عبادة، وأحمد البجائي المغربي، وأبي القسم النويري، واليسير عن الشهاب الأبدي، وعنه وعن الشهاب البجائي وأبي عبد اللَّه الراعي المغاربة أخذ العربية، ومما أخذه عن الأخير خاصة شرحه على الآجرومية، وأخذ عن التقي الحصني في القطب شرح الشمسية، وعن الشمني في المطول، وحضر دروسه في العضد وغيره، وكذا حضر بعضًا من دروس الشرواني في الأصلين، وغيرهما في آخرين: كالقاياتي، وحكى لي أنه قال له: يا فقيه، قد استشكلت في مذهبكم شيئًا لم أر التخلص منه وأبداه، قال: فاختلج في فكري الجواب عنه غير أني حاولت التعبير عنه فما أمكن، فتوجهت للزين عبادة، وكان إذ ذاك في انقطاعه عند الشيخ مدين، فعرضته عليه، فبادر للجواب عنه بما اختلج لي، فاستعدته منه مرة بعد أخرى، وهو ينوع العبارة إلى أن تمكنت منه، ثم عدت إلى القاياتي، فأعلمته بذلك،