من شرح اللباب للسيد عبد اللَّه، وكذا أخذ بعض العربية وبانت سعاد عن الزين مهنى، والأصول عن القاياتي وابن الهمام وابن الشمني والأقصرائي، فعن الأول مختصر ابن الحاجب سماعًا وقراءة واليسير من شرحه للعضد، وكذا عن الأمين منه، وعن الثاني نصف تحريره، وعن الثالث العضد بقراءته حفظًا، وعنهما قطعة من الكشاف، انتهت على ثانيهما خاصة إلى {وَاذْكُرُوا اللَّهَ}، وعنه عن الأقصرائي قطعة من تفسير البيضاوي وعن الشمني وحده جميع المختصر شرح التلخيص، وقطعة من المطول، وعن الشرواني بعض المختصر وغيره، وعن البدرشي المتن، وعن الوروري الصرف، والقطب في المنطق، وكذا أخذ في المنطق عن الأبدي، وعن القاياتي جل شرح ألفية العراقي في آخرين كالسعد بن الديري والعز عبد السلام البغدادي، بل أخذ عن هؤلاء غير ما ذكر، كمجلسين في الحديث ومجلس في التفسير عن الأقصرائي، وسمع على شيخنا الموطأ لكل من يحيى بن يحيى وأبي مصعب والنسائي الكبير بفوت مجلسين فيه، وكذا دلائل النبوة وقطعة من سيرة ابن هشام، بل حضر عنده في الأمالي وغيرها، وعلى المحب بن نصر اللَّه الحنبلي الكثير من مسند أحمد، وعلى الزين الزركشي الختم من مسلم، وعلى الشيوخ الذين قرأ عليهم الديمي في الكاملية البخاري؛ ولا زال يدأب في الاشتغال حتى برع وأشير إليه بالفضيلة، وحج وجاور وأقرأ هناك في العضد وغيره، بل درس للمالكية بالبرقوقية عقب أبي الجود بعد منازعة من الشرف أبي سهل بن عمار، وكذا في الأشرفية برسباي نيابة عن حفيدي شيخه عبادة، واستنابه الحسام بن حريز في بعض التداريس، وتخرج به جماعة صاروا مدرسين، وصار بأخرة شيخ المالكية بلا مدافع، وازدحم في حلقته الفضلاء حتى صارت بعيد الثمانين من أجل حلق دروس العلم، واستغرق أوقاته في ذلك كل هذا، مع التحري في تقريره ومباحثه، بحيث تطمئن النفس الزكية لما يبديه، وحدة في خلقه ثم زالت، وممن أخذ عنه الشرف يحيى بن الجيعان، وكان هو يتوجه لبيتهم بالبركة وغيرها لإقرائه ومن شاء اللَّه من بنيه مما تحمله عليه الحاجة، وربما حضر إليه في الجامع والشرف عبد الحق السنباطي وغيره من فضلاء المذهب فضلًا عن مذهبه،