للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= القاسم والشعبي وابن بكير والشافعي رحمه اللَّه عن مالك في الموطأ.
وإنما قلت: إن رواية يحيى صاحبنا أصح وأولى من رواية غيره لأن الاختلاف فى عزائم سجود القرآن بين السلف والخلف بالمدينة معروف عند العلماء بها وبغيرها، ورواية يحيى متأخرة عن مالك، وهو آخر من روى عنه وشهد موته بالمدينة ويحتمل أن يكون قوله المجتمع عليه أراد به أنه لم يجتمع على ما سوى الإحدى عشرة سجدة كما اجتمع عليها، تأول هذا ابن الجهم، وهو حسن.
ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني عكرمة بن خالد أن سعيد بن جبير أخبره: أنه سمع ابن عباس وابن عمر يعدان كم في القرآن من سجدة فقالا: الأعراف والرعد والنحل وبنو إسرائيل ومريم والحج أولها والفرقان وطس وآلم تنزيل وص وحم السجدة إحدى عشرة سجدة قالا وليس في المفصل منها شيء.
هذه رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس، وروى أبو حمزة الضبعي مثله، وروى عطاء عنه أنه لا يسجد في (ص)، ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أنه عد سجود القرآن عشرًا.
ومن حجة من لم ير السجود في المفصل حديث الليث عن ابن الهاد عن أبي سلمة أنه قال لأبي هريرة حين سجد بهم في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} [الانشقاق: ١]: لقد سجدت في سجدة ما رأيت الناس يسجدون فيها. قالوا: هذا دليل على أن السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} كان الناس قد تركوه وجرى العمل بتركه.
وحجة من خالفه رأى الحجة في السنة لا فيما خالفها، ورأى من خالفها محجوج بها، ومن حجة من لم ير السجود في المفصل حديث مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة.
وهذا حديث منكر؛ لأن أبا هريرة لم يصحبه إلا بالمدينة وقد رآه يسجد في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: ١]، وحديث مطر لم يروه عنه إلا أبو قدامة، وليس بشيء.
واحتج أيضًا من لم ير السجود في المفصل بحديث عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال قرأت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - {وَالنَّجْمِ} [النجم: ١] فلم يسجد فيها.
وهذا لا حجة فيه لأن السجود ليس بواجب عندنا ومن شاء سجد ومن شاء ترك على أن زيدا كان القارئ ولم يسجد فلذلك لم يسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد روى عبد اللَّه بن مسعود أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سجد في {وَالنَّجْمِ}.
٤٥٢ - وذكر مالك في هذا الباب أيضًا عن نافع مولى ابن عمر أن رجلًا من أهل مصر أخبره: أن عمر بن الخطاب قرأ سورة الحج فسجد فيها سجدتين، ثم قال: إن هذه السورة فضلت بسجدتين. =

<<  <  ج: ص:  >  >>