للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفائدة أفادها (١). فقال ابن القاسم: إنه يزكي شاة واحدة (٢)؛ لأنه يبتدئ بأول عام فيحط الأولى (٣) عن النصاب، وتكون الفائدة إلى دون نصاب ولم يَحُل الحولُ على الفائدة فيستأنف بها حولًا. وقال عبد الملك وأصبغ: يزكي أربع عشرة شاة يأخذ عشرًا (٤) عن آخرِ عامٍ وبه يبتدئ، وأربع في الذمة. وقال أشهب: يزكي عن الألف للسنين الماضية، بمنزلة من تخلف عنه الساعي، وليس هذا بحسن، وليس على هذا أن يؤدي عن كل عام إلا ما تعدى فيه وغصبه، لا أكثر من ذلك.

وأما من تخلف عنه الساعي، فقد قيل: إن ذلك سنة تتبع على حالها، وليس ذلك لأنه بقياس.

وقد خالف عبد الملك فيمن غاب عنه الساعي وقال: لا يزكي الألف إذا أفادها في العام الخامس إلا عن عام واحد (٥).

ولو هرب بماشيته وهي ألف ووجدها في العام الخامس أربعين، وقال: لم تزل على ذلك منذ هربت، وحينئذٍ كان الهلاك، لم يقبل قوله وزكيت على ما كانت عليه، إلا هذا العام فإنه يزكي عنه شاة واحدة؛ لأنه متهم في قوله لما هرب بها، والظالم أحق أن يحمل عليه (٦).


(١) قوله: (بفائدة أفادها) يقابله في (م): (بإفادة).
(٢) انظر: المدونة: ١/ ٢٣٤.
(٣) في (م): (الأول).
(٤) قوله: (يأخذ عشرًا) يقابله في (م): (بإحدى عشرة).
(٥) قوله: (واحد) ساقط من (م).
(٦) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>