للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل [في العيوب بأجزاء الأضحية وما يعفى عنه]]

وأما ما يكون ببعضها كالعور، فإن ذهب الانتفاع بتلك العين أو أكثره لم تجزئ. وإن ذهب أيسر ذلك أجزأت، وكذلك إن ذهب الأكثر من كل عين لم تجزئ، فإن كان يسيرًا منهما أجزأت (١).

وأما ما يكون في الأذن؛ فالشرقاء والخرقاء والمقابلة والمدابرة والسكّاء (٢) والصمعاء التي لا أذنين لها. فالشرقاء: المشقوقة الأذن. والخرقاء: المثقوبة. والمقابلة: ما قطع من أذنها من قبل وجهها. والمدابرة: ما قطع من قبل (٣) قفاها. والسكاء: الصغيرة الأذنين. قال ابن القاسم: ونحن نسميها الصمعاء (٤).

وقال أهل اللغة: الأصمع: اللاصق الأذنين، وكل منهم فهو متصمع، ومن ذلك اشتقاق الصومعة، وقلب أصمع: ذكي (٥).

وكل هذه العيوب تُتَّقى، ولا تمنع الإجزاء عند البغداديين (٦)، وإن كان له قدر أو ذهبت أذناها جملة؛ لأنها خارجة عن الأربعة.

وعلى القول الآخر: لا تجزئ إذا ذهبت أذناها أو ذهب منها ما له بال، ويكثر شينها به فما كان دون الثلث فيسير، وما فوق الثلث فكثير.


(١) قوله: (من كل عين لم تجزئ، فإن كان يسيىرًا منهما أجزأت) زيادة في (م).
(٢) السكاء: على وزن حمراء- هي التي أذناها صغيرتان قصيرتان كأنها بلا أذنين، وهي الصمعاء. انظر: شرح غريب ألفاظ المدونة، للجُبِّي، ص: ٥١.
(٣) قوله: (قبل) في (م): (وراء).
(٤) انظر: المدونة: ١/ ٥٥٠.
(٥) انظر: لسان العرب: ٨/ ٢٠٦.
(٦) انظر: التفريع: ١/ ٣٠٥، قال فيه: (ولا بأس بالجماء، والمكسورة القرن إن كان يدمي، ولا بأس بالخرقاء والشرقاء، والعضباء، والاختيار أن يتقي فيها العيب كله).

<<  <  ج: ص:  >  >>