للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب الرُّقْبَى

وقال ابن القاسم في رجلين حبسا دارًا بينهما على أيهما مات قبل صاحبه فنصيبه حبس على الحي حياته (١): لا خير فيه (٢). يريد: لأنه غرر، ولأنهما خرجا عن وجه المعروف إلى المخاطرة، وكل واحد منهما يقول: لعلي أنا (٣) المتأخر حياته، فآخذ تلك المنفعة، ويختلف في ذلك إذا نزل، فعلى القول أن مرجع الحبس إذا كان على معينين يعود ملكا يبطل هذا الحبس ويصنعان بالدار ما أحبا، وعلى القول إنه يرجع حبسا يبطل السكنى خاصة، ويكون ملكا لهما حتى يموت أحدهما فيكون على مراجع الأحباس، ولو أعتقا عبدا بينهما على أنه حر لآخرهما موتا، فإن مات أحدهما خدم الآخر حياته كان فاسدًا وكان نصيب كل واحد منهما معتقا (٤) من ثلثه، فمن مات منهما أولا فنصيبه في العبد يخدم ورثته، فإذا مات الآخر خرج جميع العبد حرا وخدمة نصيب الميت أولا لورثته حتى يموت الآخر وقد مضى بيان ذلك في كتاب المدبر (٥) إذا قالا هو حر لآخرنا موتا أو لأولنا موتا.

فصل فيمن أمر رجلًا يضرب عبدًا له فضربه فمات

وقال مالك فيمن أمر رجلًا أن يضرب عبدًا عشرة أسواط فمات: لا


(١) في (ف): (حياة).
(٢) انظر: المدونة: ٢/ ٤٦٧.
(٣) قوله: (لعلي أنا) في (ف): (لعل).
(٤) في (ف): (معتق).
(٥) في (ق ٨): (الأحباس).

<<  <  ج: ص:  >  >>