للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في الماء والطعام يموت فيه خشاش الأرض]

ومن "المدونة" قال مالك: كل ما وقع من خشاش الأرض (١) في إناء أو في (٢) قدر (٣) فإنه يتوضأ بالماء ويؤكل ما في القدر (٤).

ويحمل قوله على أنها أُخرجت من الماء والطعام بقرب ذلك، فإن طال مكثها حتى خرج منها شيء أو تفرقت أجزاؤها، فإنه يعود الجواب فيه إلى حكم ما حلّت فيه النجاسة، ويختلف في الماء القليل إذا لم يتغير أحد أوصافه ويطرح الطعام؛ لأنه قال في الجراد والحلزون (٥) وما أشبه ذلك: لا يؤكل إلا بذكاة (٦).

وقال أبو محمد عبد الوهاب في "التلقين": كل ما لا نفس له سائلة كالزنبور والعقرب والصرار وبنات وردان وشبه ذلك حكمه حكم دواب البحر؛ لا ينجس في نفسه ولا ينجس ما مات فيه منها (٧).

فعلى هذا يستعمل الماء ويؤكل الطعام، وكذلك إن طال مكث ذلك فيه وتفرقت أجزاؤه وتغير الطعام به، وإن تغير الماء كان طاهرًا غير مطهر.


(١) خشاش الأرض: الزنبور وهو ذكر النحل. انظر: شرح غريب ألفاظ المدونة، للجُبِّي، ص: ١٠.
(٢) قوله: (في) ساقط من (ش ٢).
(٣) قوله: (في إناء أول في قدر) يقابله في (ر): (إناء فيه ماء أو في قدر فيه طعام).
(٤) انظر: المدونة: ١/ ١١٥.
(٥) الحَلَزُون: دابة تكون في الرِّمْثِ. انظر: لسان العرب: ٥/ ٣٣٨.
(٦) انظر: الدونة: ١/ ٥٤٢، ونص ما وقفت عليه فيها: (سئل مالك عن شيء يكون في المغرب يقال له الحلزون يكون في الصحارى يتعلق بالشجر أيؤكل؟ قال: أراه مثل الجراد ما أخذ منه حيا فسلق أو شوي فلا أرى بأكله بأسا، وما وجد منه ميتا فلا يؤكل).
(٧) انظر: التلقين: ١/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>