للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب هل تحب الشفعة بالشركة في الساحة والطريق؟]

وإذا كانت دار بين أشراك اقتسموا بيوتها دون ما لها من حق في ساحة وبئر وماجِل (١) وطريق، ثم باع أحدهم ما صار له من البيوت بجميع حقوقه مما لم يقسم (٢) لم يستشفع ما قسم بالشركة فيما لم يقسم، ولا تستشفع الساحة والبئر والماجل والطريق لأجل بقاء الشريك فيها؛ لأنها من شفعة ما قسم ومصلحته, فإن باع نصيبه من الساحة والبئر والماجل خاصة كان للشركاء أن يردوا بيعه إذا كان البائع يتصرف إلى البيوت؛ لأنَّ في ذلك زيادة مضرة، وإن كان قد أسقط تصرفه من عندهم وجميع بيوته إلى حقٍّ آخر (٣) جاز ذلك، وكان لبقية الشركاء الشفعة على أحد القولين في وجوب الشفعة فيما لا ينقسم، وإن كان بيعه من غير أهل تلك الدار كان لهم أن يردوا بيعه؛ لأنَّ ضرر الساكن أخف من ضرر من ليس بساكن، ولهم أن يجيزوا بيعه، ويأخذوا بالشفعة إن أحبوا، وقال أبو الحسن ابن القصار: اختلفت الرواية عن مالك في وجوب الشفعة فيما لا ينقسم مثل الحمام والبئر والرحبة والطريق (٤)، ولم يبين كيف كان صفة البيع وموضع الفقه فيه ما تقدم ذكره.


(١) الماجِل: كلُّ ماءٍ في أصْلِ جَبلٍ أو وادٍ انظر: القاموس المحيط: ١/ ١٣٦٥، الماجِل والمأْجَل: مُسْتَنْقَع الماء. انظر: لسان العرب: ١١/ ٦١٦.
(٢) في (ق ٢): (ينقسم).
(٣) قوله: (وفتح لها من دار أخرى فإن كان بيعه من أهل الدار) ساقط من (ف).
(٤) انظر: عيون المجالس: ٤/ ١٧٧٢، ١٧٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>