للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واخْتُلِفَ عن مالك في ذلك، فقال في كتاب ابن سحنون: ما زرع في الصيف في أوله ضُمَّ إلى ما زرع في آخره، وما زرع في الشتاء في أوله ضُمَّ إلى ما زرع في آخره، ولا يُضَمُّ ما زرع في الصيف إلى ما زرع في الشتاء (١). وروى عنه ابن نافع أنه قال: لا زكاة عليه حتى يرفع من كل ما حصد ما تجب فيه الزكاة (٢)، وهذا أحسن. ولا يضاف إلا (٣) ما اجتمع نباته، وإن افترق حصاده. وأرى إذا كانت زراعة الثاني عندما قرُب حصاد الأول ألا يضافا؛ لأن الأول في معنى المحصود، وإن يَبِسَ ولم يبق إلا حصاده كان ذلك أبين.

فصل [في الحائطِ فيه أصنافٌ أو صِنْفٌ وفيما يُضَمُّ بعضه إلى بعض]

واخْتُلِفَ فيما يضاف بعضه إلى بعض من الحبوب، فقال مالك: القمح والشعير والسُّلْت صنف واحد يُضَمُّ بعضه إلى بعض في الزكاة (٤). فإذا اجتمع من ذلك خمسة أوسق وجبت في ذلك الزكاة.

واخْتُلِفَ في العَلَس، فقيل: هو صنف رابع لا يضم بعضه إلى بعض (٥).

وقال ابن كنانة: هو صنف من الحنطة يكون في اليمن مستطيل مصوف ويجمع مع الحنطة. قال: وهي الإشْقَالِيَّة (٦). وقيل: هو بين الحنطة والشعير.


(١) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٢٦٥.
(٢) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٢٦٥.
(٣) في (م): (إلى).
(٤) قوله: (في الزكاة) ساقط من (م)، ومثبت من (ر). انظر: الموطأ: ١/ ٢٧٤.
(٥) قوله: (بعضه إلى بعض) يقابله في (م) و (ر): (إليها).
(٦) الإشْقَالِيَّة، وهو حَبٌّ مستطيل يشبه الُبرّ وهو باليمن، وانظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٢٦٢ =

<<  <  ج: ص:  >  >>