للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل [في عجز المظاهر عن الصوم]]

عجز المظاهر عن الصوم يبيح الكفارة بالإطعام، وذلك على وجوه: المرض وضعف البنية، والمتعطش الذي لا يستطيع معه الصوم، ويختلف إذا كان في زمن حر، ولو كان في زمن برد لقدر على الصيام، فعلى قول ابن القاسم: لا يجزئه الإطعام، ويصبر حتى يصير إلى زمن البرد فيصوم، قياسًا على المريض يطول به المرض، ولا يجد ما يشتري به رقبة- أنه يصبر حتى يصح، ولا يجزئه الإطعام. وعلى قول أشهب: يجوز له الإطعام، وليس عليه (١) أن يصبر إلى زمن البرد، وإن كان في سفر لم تجزئ الكفارة بالإطعام، وسواء ظاهر في السفر، أو الحضر ثم سافر، وهو في ذلك بخلافه في صوم (٢) رمضان، لقوله سبحانه في المظاهر {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ} [المجادلة: ٤]، وهذا مستطيع، وأباح الله عز وجل الفطر في رمضان إذا كان في السفر وإن كان مستطيعًا، وقد ينعكس الجواب في المقيم، فيتوجه الخطاب بصوم زمضان دون المظاهر (٣)؛ لأن هذا شهر، وهذا شهران، فقد يعجز عن متابعة شهرين، ولا يعجز عن متابعة (٤) شهر.

وأما المريض فهو على أربعة أوجه: قريب البرء، وبعيده، مُؤْيَس (٥) من البرء، ومشكوك فيه، فإن كان البرء قريبًا، لم يجزئه الإطعام، ويجوز (٦) ذلك مع


(١) في (ب): (له).
(٢) قوله: (بخلافه في صوم) يقابله في (ح): (مخالف لصوم).
(٣) في (ب) و (ح) و (ق ١٠): (الظهار).
(٤) قوله: (متابعة) ساقط من (ح).
(٥) في (ح): (يؤوس).
(٦) في (ح): (يجزئ).

<<  <  ج: ص:  >  >>