للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رآه، فأرسله عليه: فأجازه مرةً (١). وكرهه أخرى، وقال: لعلَّه غير الذي اضطرب إليه (٢). وكأنَّه فرَّق بينه وبين ما في الغَيْضَة، أو وراءَ الأَكَمَة؛ لأنَّه في هذين أرسل على غير معيّن، فلم يبال ما أخذ منها؛ لأنَّه داخل في نيَّة المرسل, وهذا أرسل على معيَّن، وهو الذي أحسَّ (٣) به الكلب، فقد يكون وجد غيره. وهذا استحسان، وقوله الأول أحسن؛ لأنَّ محمله على ما التفت (٤) إليه حتَّى يعلم غيره.

[فصل [إذا سقط الصيد في الماء أو وقع من أعلى جبل]]

وإذا كان الصيد في موضعٍ يقدر على أخذه باليد، مثل أن يكون في جزيرة لطيفة أو في غارٍ يقدر (٥) على دخوله من غير خوف على نفسه، أو كان طائرًا قد نشب بشيء لا يستطيع الفرار معه (٦)، وهو يقدر على أخذه باليد لم يجز أكله إلا بذكاة الإنسي (٧). وإن كانت الجزيرة كبيرة، أو كان في موضع لا يقدر على التَّوصل إليه، أو كان يقدر ويخاف أن بذلك الموضع حيَّات، وإذا أرسل عليه خرج الصيد إليه، أو أخرجه الجارح جاز الإرسال، ويكون فعل الجارح أو السهم ذكاةً.


(١) انظر: النوادر والزيادات: ٤/ ٣٤٨.
(٢) انظر: البيان والتحصيل: ٣/ ٢٧٤.
(٣) في (ر): (كان أحس).
(٤) في (ر): (يقلب)، وفي (ت): (تفلت).
(٥) في (ر): لا يستطيع.
(٦) في (ت): (لا يقدر الفرار عنه)، وقوله: (معه) ساقط من (م).
(٧) قوله: (الإنسي) ساقط من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>