للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة أنه لم يجدد الماء لمسح رأسه (١).

ولم يختلف المذهب أنه يجدد الماء، ويختلف إن هو لم يفعل، ومسح بفضل غسل ذراعيه إذا بقي فيهما من الماء ما يعم به رأسه قياسًا على من توضأ بماء قد توضأ به.

وقال ابن الماجشون (٢): إذا كان بلحيته بلل وبعد منه الماء فليمسح به (٣).

والأذنان يُمسحان ولا يُغسلان. واختلف هل مسحهما فرض أو سنة؟ وهذا في أشراف الأذنين ظاهرهما وباطنهما.

فأما الصماخان (٤) فسنة قولًا واحدًا. وقال مالك في "المدونة": والأذنان من الرأس، يستأنف لهما الماء (٥)، يريد أنهما بعضه، ولهما حكمه في المسح.


= أقف عليه في صحيح البخاري.
(١) أخرجه البخاري: ١/ ٦٥، في باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة، من كتاب الوضوء في صحيحه، برقم (١٤٠).
(٢) هو: أبو مروان، وقيل أبو دينار، عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن عبد العزيز ابن الماجشون، واسم الماجشون ميمون، وكنيته أبو سلمة، المدني، الفقيه، المتوفى سنة ٢١٣ أو ٢١٤ هـ، دارت عليه الفتوى في أيامه إلى موته وكان ضرير البصر، ويقال عمي آخر عمره، وبيته بيت علم وخير، أخذ عنه ابن حبيب وسحنون. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك، لعياض: ٣/ ١٣٦، والديباج: ٢/ ٦ شجرة النور، لمخلوف، ص: ٥٦، والانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء، لابن عبد البر، ص: ١٠٤، والتعريف بالأعلام والمبهمات، لابن عبد السلام (بهامش الجامع بين الأمهات بتحقيقنا): ١/ ٩، وطبقات الفقهاء، للشيرازي، ص: ١٤٨، والطبقات الكبرى، لابن سعد: ٥/ ٤٤٢، والتاريخ الكبير، للبخاري: ٥/ ٤٢٤.
(٣) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٤٠.
(٤) الصِّماخُ من الأُذن الخرقُ الباطن الذي يُفضي إِلى الرأْس. انظر: لسان العرب: ٣/ ٣٤.
(٥) انظر: المدونة: ١/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>