للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول (١) صعيدًا.

واختلف أهل اللغة في ذلك فقال بعضهم: الصعيد وجه الأرض، وقال ابن فارس في "مجمل اللغة": الصعيد: التراب.

وقال في كتاب الخليل: تيمم بالصعيد، أي: خُذ من غباره (٢).

وفي كتاب مسلم: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لِي طَهُورًا" (٣).

واحتج من نصر هذا القول أن القرآن نزل على الغالب من الماء وهو المطلق، وعلى الغالب (٤) من الأرض دون النادر، والغالب من الأرض التراب، ولا يكاد يعدم ذلك إلا نادرًا.

ولا يتيمم على المصنوع من الأرض كالآجر والجص والجير بعد حرقه، فإن فعل مع القدرة على غير مصنوع من الأرض (٥) أعاد في الوقت وبعده (٦).

وإن تيمم عليه مع عدم غيره أجزأه؛ لأنه قد كان له أن يصلي على أحد الأقوال بغير تيمم.

واختلف الناس في التيمم بالملح فأُجيز ومنع، وقيل: يجوز بالمعدني ولا يجوز بغيره، وأجازه القاضي أبو الحسن علي بن القصار جملة من غير تفصيل


(١) في (ش ٢): (الأرض).
(٢) انظر: العين، للخليل بن أحمد: ١/ ٢٩٠، وانظر: مختار الصحاح، للرازي، ص: ٣٧٥، ولسان العرب: ٣/ ٢٥١، ومعجم مقاييس اللغة، لابن فارس: ٣/ ٢٨٧.
(٣) سبق تخريجه عند قوله: (والطهور: المطهر) وهو متفق عليه.
(٤) في (ر): (المعلوم).
(٥) قوله: (من الأرض) زيادة من (ر) و (ب)، وفي (ش ٢): (وصلى).
(٦) انظر: التفريع: ١/ ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>