للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الغرض استعمالهما خبزًا، وكانت أخبازها كلها (١) صنفًا واحدًا كانت أصولها كذلك، وليست كالخلول؛ لأن التمر والزبيب استعمالهما على حالهما وطعمهما حينئذ متباينة (٢).

ويلزم على القول أن أصولهما مختلفة أن يجوز التفاضل فيها، ويجوز التفاضل في أخبازها.

وكل ما طُحن من هذه الأصناف فلا يخرجه الطحين (٣) عن أصله فلا يجوز الفضل بينهما، وكذلك إن عُجن، فإن خبز أو عمل سويقًا كان ذلك صنعة يخرجه عن أصله، فيجوز التفاضل إذا بيع بحبه، والفرق بين ذلك أن الطحين لم ينقل طعمه ولا منفعته، وأكثر ما فيه تفرقه أجزائه، وكذلك إذا عجن فإنما أضيف إليه ماء، فإذا خبز انتقل طعمه ومنفعته وتباين الغرض بينهما، وكذلك إذا عُمل منه سويق انتقل طعمه ومنفعته، وإذا كان الطحن ليس بصنعة ولم يجز الفضل فقد اختلف في بيع أحدهما بالآخر كيلًا على ثلاثة أقوال:

فقال مالك: يجوز بيع القمح بالدقيق كيلًا لا فضل بينهما (٤).

وقال في كتاب ابن حبيب: لا يجوز إلا فيما قل على وجه المعروف بين الجيران والرفقاء، ولا يجوز فيما كثير لزيادة القمح وريعه إذا طحن (٥).

وقال أَبو الحسن ابن القصار: يجوز موازنة ولا يجوز مكايلة.


(١) قوله: (كلها) ساقط من (ب).
(٢) انظر: البيان والتحصيل: ٧/ ١٩٢.
(٣) قوله: (يخرجه الطحين) في (ت): (يخرج بالطحين).
(٤) انظر: المدونة: ٣/ ٤٥.
(٥) انظر: النوادر والزيادات: ٦/ ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>