للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاجة (١). قال: ولا يجعل حبسًا ولكن يجتهد فيه (٢).

وأرى أن يجعل حبسًا ولا يباع، وكذلك إذا قال في فرس أو سيف أو درع أو غير من آلة الجهاد: وهو حبس، ولم يقل: في سبيل الله، أو قال: في سبيل الله، ولم يقل حبسًا فيكون عند ذلك حبسًا في الغزو كالذي قال: في سبيل الله، فإن قال: داري حبس في سبيل الله، وكانت في المواحيز (٣)، ومما يراد للسكنى سكنها أهل الغزو، وإن كانت للغلة فرقت غلتها عليهم، وإن لم تكن في المواحيز وكان شأنهم أن يبعثوا إلى أهل الغزو وكانت دار السكنى والغلة سواء تؤاجر وتبعث غلتها، وإن لم (٤) يكن الشأن البعثة إليهم حمل قوله في سبيل الله -عز وجل- على ما يكون في سبيل الله من غير الغزو، فيسكنها الفقراء والمساكين وتكرى لهم إن كانت للغلة، وإن رأى أن يجعل الغلة في إصلاح المساجد أو القناطير أو غير ذلك جاز.

وإن قال: في سبيل الله، ولم يقل: حبس، بيعت الرقبة، وبعث بالثمن إن كان الشأن البعثة وإن لم يكن فُرِّق، وإن قال: حائطي حبس في سبيل الله، فرق غلته في السبيل، وإن قال: في سبيل الله، ولم يقل: حبس، بيع وصرف ثمنه في


(١) لم أقف على كلام مالك هذا معزوًّا لكتاب محمد، وإنما وقفت عليه معزوًّا للعتبية، انظر: البيان والتحصيل: ٢/ ٥٤٨، والنوادر والزيادات: ٣/ ٤١٤.
(٢) انظر: البيان والتحصيل: ١٢/ ٤٧٨.
(٣) "المواحيز" جمع "ماحوز": وهو الموضع أو الناحية وتطلق على المواضع التي يرابط فيها المسلمون، وفي الحديث: (فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحُوزَنا) قال شمر في قوله (ماحُوزَنا): هو موضعهم الذي أَرادوه، وأَهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدوّ الذي فيه أَساميهِم ومَكاتِبُهُم الماحُوزَ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ٤/ ٦٢٩، ولسان العرب: ٥/ ٣٣٩.
(٤) قوله: (لم) زيادة من (ق ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>