للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك الغبار إن أعابها ولم يسقط (١) منها شيئًا كان له أن يرد بالعيب أو يتمسك ولا شيء له. واختلف إذا أسقطها الريح ولم تتلف، فقال ابن شعبان: هي جائحة. وقال عبد الملك ليست بجائحة.

وأرى إن كان ذلك يعيبها (٢) أن يكون بالخيار بين أن يتمسك ولا شيء له أو يرد بالعيب وإن أسقط الثلث لم يرجع بشيء على قول عبد الملك، وعلى القول الآخر يكون بالخيار بين أن يقبله بعيبه بجميع الثمن أو يرده ويسقط عنه ثلث الثمن (٣).

وكذلك الجراد (٤) والدود إن أسقط الثلث فأكثر كان جائحة يرد ذلك الساقط أو يمسكه ولا يحط عنه شيء، وإن أسقطها الدود وأذهب منها الثلث فأكثر، كان بالخيار بين أن يمسك ويحط عنه بقدر ما أكل الدود منها، أو يرد الباقي بالعيب ويسقط عنه جميع الثمن. (٥)

واختلف فيما أكله الجيش أو السلطان أو السارق، فقال مالك فيما أخذه الجيش: هو جائحة. وقال ابن القاسم في السارق: هو جائحة. وقال مطرف وابن الماجشون في جميع ذلك: ليس بجائحة (٦)، وإنما الجائحة ما كان من آفات الثمرة وفسادها الغالب من غير فعل الناس.


(١) في (ت): (ينتقص).
(٢) في (ر): (بعينها) وفي (ف): (لعيبها).
(٣) انظر: المدونة: ٣/ ٥٩١.
(٤) قوله: (الجراد) ساقط من (ر) و (ف).
(٥) انظر: المدونة: ٣/ ٥٩١، والنوادر والزيادات: ٦/ ٢١٣.
(٦) انظر: النوادر والزيادات: ٦/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>