للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَيْطَانٌ" (١). وقال في كتاب مسلم: "فَإِنَّ مَعَهُ القَرِينَ" (٢)، يريد: قرينه من الجن، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينٌ مِنَ الجِنِّ. قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللهَ أَعَانَني عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلاَ يَأْمُرُنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ" (٣)، فكأن الشَيطان الذي معه يحمله على ذلك، وقال: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَدْنُ مِنْ سُتْرَتِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَحُولُ بَيْنه وَبَيْنَهَا" (٤). فأبان أنه إذا دنا لم يقدره الله -عز وجل- على الجواز، وقد أمر بتخمير الإناء من الشيطان أو يعرض عليه عودا، فإن ذلك يمنعه منه وإن كان مكشوفًا (٥).

قال: وإذا مر رجل بين يدي المصلي إلى سترة كان الإثم على المار، وإن كان إلى غير سترة، وليس للمار مندوحة في السير إلا بين يديه، وكان يشق عليه الصبر إلى أن يفرغ - كان الإثم على المصلي، إلا أن يكون الغالب أنه لا يمر


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري: ١/ ١٩١، في باب يرد المصلي من مر بين يديه، من أبواب سترة المصلي في صحيحه، برقم (٤٨٧)، ومسلم: ١/ ٣٦٢، في باب منع المار بين يدي المصلي، من كتاب الصلاة، برقم (٥٠٥).
(٢) أخرجه مسلم: ١/ ٣٦٣، في باب منع المار بين يدي المصلي، من كتاب الصلاة، برقم (٥٠٦).
(٣) أخرجه مسلم: ٤/ ٢١٦٧، في باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قرينًا، من كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، برقم (٢٨١٤).
(٤) صحيح، أخرجه أبو داود في سننه: ١/ ٢٤٢، في باب الدنو من السترة، من كتاب الصلاة، برقم (٦٩٥)، والنسائي في المجتبى: ٢/ ٦٢، في باب الأمر بالدنو من السترة، من كتاب القبلة، برقم (٧٤٨)، وابن حبان: ٦/ ١٣٦، في باب ما يكره للمصلي وما لا يكره، من كتاب الصلاة في صحيحه، برقم (٢٣٧٣).
(٥) متفق عليه، أخرجه البخاري: ٣/ ١٢٠٥، في باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم، من كتاب بدء الخلق في صحيحه، برقم (٣١٣٨)، ومسلم: ٣/ ١٥٩٤، في باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء وإغلاق الأبواب من كتاب الأشربة، برقم (٢٠١٢)، ومالك في الموطأ: ٢/ ٩٢٨، في باب جامع ما جاء في الطعام والشراب، من كتاب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - برقم (١٦٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>