للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستحب أن يكثر الخطيب من الاستغفار؛ لقوله -عز وجل- في قصة نوح - عليه السلام -: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: ١٠، ١١]

وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه استسقى فلم يزد على الاستغفار حتى انصرف (١)، وفي هذا أيضًا تنبيه أن إمساك الغيث باكتساب الذنوب، فكان التوسل لنزوله بسؤال غفرانها، وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهِيمَتَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْي بَلَدَكَ الميتَ" (٢).

وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قلب رداءه في الاستسقاء (٣)، وقيل: إنه تفاءل بذلك؛ لانقلاب الجدب إلى الخصب، والتحويل (٤) عند الاستسقاء أحسن؛ لأنه قبل ذلك غير مستسقٍ، فلم يأت الوقت الذي يسأل فيه ذلك، وليس في

الحديث أن الناس حوّلوا لتحويله، وذلك واسع.

والخطبة بالأرض أصوب وأقرب للتواضع، وهو يوم استكانة وخضوع، فكونه في الأرض (٥) أقرب لما يحاول من نفسه.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: ٦/ ٦١، في باب ما يدعى به في الاستسقاء، من كتاب الدعاء، برقم (٢٩٤٨٦).
(٢) إسناده صحيح، أخرجه أبو داود: ١/ ٣٧٥، في باب رفع اليدين في الاستسقاء, من كتاب الصلاة برقم (١١٧٦)، وصحح إسناده النووي في الأذكار (١/ ١٥٠).
(٣) سبق تخريجه عند قوله: (باب في الاستسقاء والصلاة له).
(٤) في (س): (والتحول).
(٥) في (ر) و (س) و (ش ٢): (فكأنه بالأرض).

<<  <  ج: ص:  >  >>