للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: إن الشيطان هو يفيش (١) بين أليتي أحدكم. وقال الليث: أغفل أبو هريرة واحدة تخرج لا ريح لها ولا صوت (٢). وقد صدق الليث، إلا أن الأول أولى (٣)؛ لأن الغالب الوجه الآخر أنه يكون الصوت أو الريح، وللحديث، ولِمَا ذكر أن الشيطان يُدخل على الإنسان الشك بمثل ذلك.

فإن شك في الصلاة هل صلى أم لا؟، وجب عليه أن يأتي بتلك الصلاة ما لم يتكرر ذلك عليه، فإن تكرر، وكان يسبق إليه أنه لم يصلِّ وجب عليه أن يأتي بتلك الصلاة أيضًا، وإن كان يسبق إليه أنه قد صلاها ثم دخله شك وتكرر ذلك عليه، لم يكن عليه شيء.

ومثله إذا شك في الرابعة فإن عليه أن يأتي بها إذا لم يتكرر ذلك عليه أو تكرر وكان الأول عنده أنها ثالثة. وإن كان الأول عنده (٤) أنها رابعة ثم شك لم يكن عليه شيء.

واختلف إذا سلم وهو على شك ثم استيقن أنها رابعة- فقال ابن حبيب: تجزئه الصلاة، وقال سحنون: أفسد على نفسه (٥).


= أبواب الطهارة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برقم (٧٥)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(١) الفَيْش: النَّفْجُ يُرِي الرجلَ أَن عنده شيئًا وليس على ما يُرِي. انظر: لسان العرب: ٦/ ٣٣٣.
(٢) الأثر لم أقف عليه إلا في الواضحة لابن حبيب، ص: ١٦١، وأورده مستدلا به ابن منظور في لسان العرب في مادة (فشش). قال: (وفي الحديث. .)، وكذلك الزبيدي في تاج العروس، ولعل الزبيدي عن ابن منظور نقله.
(٣) في (ر): (أصح).
(٤) قوله: (أنها ثالثة. . . عنده) ساقط من (س).
(٥) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>