للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن شرطا (١) أنها في ضمان بائعها حتى يصل إليها المودع ويقبضها كان فاسدًا قولًا واحدًا.

وإن شرطا رفع الضمان وأنها من المودع بنفس الصرف كان جائزًا، ولا خلاف في هذين الوجهين، وإنما الاختلاف إذا أطلقا (٢) الأمر.

وإن صرفها المودع عنده لنفسه وهي دنانير بدراهم، ثم أتى صاحبُها فأَحبَّ أن يأخذ الدراهم التي صرفت بها لم يكن ذلك له، وإنما له مثل دنانيره.

واختُلف إذا صرفها المودعَ لصاحبها فأراد صاحبها أن يجيز ذلك، فقال محمد: لا يحل ذلك وتباع الدراهم حتى يستوفي منها (٣) دنانيره، فإن كانت أكثر فله، وإن كانت أقل فعلى المتعدي (٤).

وقال ابن القاسم في المنتخبة فيمن وكَّل من يقبض له دنانير فصارفه بها، أو أخذ بها (٥) عرضًا، فقال: إن رضي رب المال جاز، وإلا فُسِخَ (٦).

وقد اختُلف في هذا الأصل في المدونة فيمن تحمل بدنانير فدفع عنها (٧) دراهم بغير أمر المتحمل عنه، فقيل: ذلك جائز، لما كان القصد من الحميل المعروف والتخفيف عن الغريم (٨).


(١) في (ب): (شرط).
(٢) في (ت): (أطلق).
(٣) في (ت): (منه).
(٤) انظر: النوادر والزيادات: ٥/ ٣٩٨.
(٥) قوله: (بها) زيادة من (ب).
(٦) انظر: البيان والتحصيل: ٨/ ٢٠٨.
(٧) في (ت): (عنه).
(٨) انظر: المدونة ٤/ ١٠٩، والنوادر والزيادات: ٥/ ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>