للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبيب: قال ابن القاسم: يبتدئ بالظهر قبل الجنب (١).

قال: وهو وهم. واستشهد من قال: يبتدئ بالجنب بقوله سبحانه: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: ١٠٣]. قال: ذلك في المريض والخائف، وجعل المعنى في قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاة} [النساء: ١٠٣] أي: إذا أردتم أن تقضوا الصلاة. لأنه يصح أن يؤتى بلفظ الماضي، والمراد به المستقبل.

وقيل: المعنى: فإذا فرغتم من الصلاة فاذكروا الله باللسان، وهو قول السدي، وهو ظاهر قول الحسن.

وحمل قوله سبحانه: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاة} [النساء: ١٠٣] على الماضي وعلى الذكر باللسان، وهو الحقيقة في الموضعين من الآية.

وقد ورد القرآن أن تُعْقَب الطاعة بالذكر في الحج والصوم والصلاة (٢)، والآية محتملة للوجهين جميعًا، وإذا كان ذلك (٣) - سقط الاحتجاج بها على قول ابن القاسم، ولم يحمل قوله على الوهم، بل هو أشبه باستقبال (٤) القبلة.

ولا يحتج على هذا بوضع الميت في قبره؛ لأنه انقطع عمله، وإنما يضطجع


(١) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٢٥٦، ٢٥٧.
(٢) يعني ما جاء في الحج من قوله تعالى في سورة البقرة: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}، منها في الصيام: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وفي الصلاة، ما في سورة الجمعة: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
(٣) في (ش ٢): (كذلك).
(٤) في (ر): (في استقبال).

<<  <  ج: ص:  >  >>