كتاب التبصرة للخمي

كتاب الجعل والإجارة - باب في تضمين صاحب الحمام والحارس فيه, وفي حامل الطعام والأجير يدعي الضياع أو يهلك ذلك من سببه - ج: 11 - ص: 4996

وقال ابن القاسم في "العتبية": إذا قال الحارس: جاءني إنسان فشبهته بك ودفعت إليه الثياب ضمن (١). وكذلك أرى إذا أتى إنسان فأخذ (٢) ثيابًا فتركه (٣) ظانًّا منه (٤) أنه صاحبها فإنه يضمن، وإن سرقت من الحارس لم يضمن، ولا يضمن حارس الطعام لأنه أمين.

قال محمد في من استؤجر يحرس بيتًا (٥) فنام فسُرق البيت فلا ضمان عليه، وسواء كان مما يغاب عليه أم لا وله أجره كله (٦)، قال: وكذلك جميع الحراس لا ضمان عليهم طعامًا كان أو غيره (٧). وهذا في سقوط الضمان أبين من حارس الحمام؛ لأن هذا أقامه المالك واختاره لنفسه، وحارس الحمام مُقام من صاحب الحمام ولم يختاروه لأنفسهم. وكذلك حارس (٨) الأندر (٩) لا ضمان عليه إلا أن تلجئ (١٠) قومًا ضرورة إلى من يخاف من (١١) الطعام منه فيستأجر تقاية لشره (١٢) وليدفع شر قوم آخرين فيضمن، أو تعلم منه الخيانة فيضمن.

---

(١) انظر: البيان والتحصيل: ٤/ ٢٣٧.
(٢) في (ف): (يأخذ).
(٣) قوله: (فتركه) ساقط من (ف).
(٤) قوله: (منه) ساقط من (ر).
(٥) في (ف): (شيئا).
(٦) انظر: النوادر والزيادات: ٧/ ٨٧.
(٧) انظر: النوادر والزيادات: ٧/ ٨٧.
(٨) في (ف): (صاحب).
(٩) الأندر عند أهل الشام: هو الموضع الذي يجفف فيه التمر لينشف. انظر: لسان العرب: ٣/ ١٧٠.
(١٠) في (ر): (تلحق).
(١١) في (ر) و (ف): (على).
(١٢) في (ف): (شره).