للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالموضع (١) الذي هلك فيه فيأخذه بأول تعديه أو بآخره.

وقال ابن القاسم فيمن حمل دهنًا من مصر إلى فلسطين فانكسر بالعريش، وكان قد غرَّ من الدواب (٢) وقيمته بالعريش ضعف قيمته بالفسطاط: فله أن يضمنه قيمته بالعريش. وقال غيره: قيمته بالفسطاط إن أراد (٣).

والجوابان يرجعان إلى أنه بالخيار. فقوله: (إن أراد) تخيير منه، وقول ابن القاسم بالعريش؛ لأنه قال: قيمته هناك ضعف قيمته بالفسطاط. والشأن أن الإنسان يختار الأكثر ليس أنه يمنع من قيمته (٤) بالفسطاط، ثمَّ لا يخلو أن يكونا دخلا على البلاغ أو على الإجارة، فإن كان على البلاغ كان له أن يغرمه بالفسطاط؛ لأن جميع المسافة الماضية فيه (٥) والمستقبل كشيء واحد، لا يستحق شيئًا إلا بالوصول إلى فلسطين، فكأنه لم يسلم شيئًا مما كوري عليه، وله أن يغرمه قيمته بالعريش. بخلاف من غصب شيئًا ونقله؛ لأنَّ الغاصب نقله لنفسه، وهذا نقله لصاحبه (٦)، وهو يسقط التعدي إلى آخر وقت هلك فيه.

وإن كان على الإجارة كان له أن يغرمه بالعريش؛ لأنه يقول: أنا أرضى أن يكون كل يوم مضى كالتسليم الصحيح (٧) فيدفع عنه الأجرة، ويأخذه بآخر


(١) قوله: (حمل منه أو بالموضع) ساقط من (ف).
(٢) قوله: (من الدواب) في (ر): (من الربط)، وفي (ت): (بالعثار).
(٣) انظر المدونة (صادر): ١/ ١٣٣.
(٤) قوله: (ليس أنه يمنع من قيمته) في (ف): (فليس أنه يمنع).
(٥) قوله: (الماضية فيه) في (ف): (الماضي).
(٦) في (ت): (لربه).
(٧) قوله: (الصحيح) ساقط من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>