للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا لمن يبيت (١). قال: وقوله الذي هو موافق للسنة أحب إلينا، يريد: أن عليه مبايتة كل ليلة.

واختلف فيما لا تجب متابعته وفيما لا تصح المتابعة فيه على ثلاثة أقوال:

فقيل: النية (٢) في أول ذلك تجزئ، وقيل: لا تجزئ، وعليه أن يجدد النية كل ليلة، وقيل: تجزئ فيما يتابع دون غيره (٣).

وما كان حكمه المتابعة- فانقطع ذلك لمرض أو سفر أو حيض، صار حكمه عند الرجوع إلى التلبس بالصوم حكم ما لا تصح متابعته- مختلف فيه: فقال مالك في المبسوط فيمن كان شأنه سرد (٤) الصوم لا يدعه: فإنه لا يحتاج للتبييت؛ لما قد أجمع عليه من ذلك (٥)، وقال في العتبية: لا يجزئ المسافر إلا التبييت في كل ليلة من رمضان (٦)، وقال غيره: لما كان له أن يفطر كان عليه أن يبيت في كل ليلة، (٧) وهذان قولان فيما كان متابعته بالخيار.

وقال ابن الجلاب فيمن أفطر في رمضان لمرض أو سفر أو حيض أو تعمد: وجب عليه تجديد النية (٨).

وقال مالك في المختصر في ناذر يوم الخميس يصبح يظنّه الأربعاء، قال:


(١) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٢١٤، ٢١٣.
(٢) في (س): (بالنية).
(٣) انظر: التفريع: ١/ ١٧٢.
(٤) في (س): (طرد).
(٥) انظر: البيان والتحصيل: ٢/ ٣٤٦.
(٦) انظر: البيان والتحصيل: ٢/ ٣٤٦، قال فيه: (ولا يجزئه الصيام في السفر إلا أن يبيته في صيام رمضان).
(٧) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ١٤.
(٨) انظر: التفريع: ١/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>