للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القاعدة الستون [اختلاف المشاق]]

أولاً: لفظ ورود القاعدة:

تختلف المشاق باختلاف العبادات (١).

ثانياً: معنى هذه القاعدة ومدلولها:

العبادات البدنية مختلفة فمنها: الصلاة، والصوم، والحج، والمشقات الحاصلة من هذه العبادات ليس متساوية، فمشقة الصلاة تختلف عن مشقة الصيام عن مشقة الحج. بل إن مشقة الصلاة تختلف باختلاف الأوقات والأحوال، فالصلاة في شدة البرد مع الضعف والكبر أشق وأشد من الصلاة مع اعتدال الوقت والصحة والشباب.

وكذلك الصيام في شدة الحر أشق منه في اعتدال الوقت أو برده، والحج كذلك.

ولاختلاف المشاق باختلاف العبادات وأحوالها تختلف الأجور أيضاً حيث إنه كلما ازدادت المشقة زاد الأجر والمثوبة، ولما قال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها: "أجرك على قدر نصبك" (٢). وعلى قدر المشقة يكون تخفيف الشرع، فما كان في الشرع أهم اشتُرط في إسقاطه الأشق الأعم، وما لم تعظم مرتبته فإنه تؤثر فيه المشاق الخفيفة، وبالطرفين يعتبر الوسط.


(١) قواعد المقري ق ١٠٣، الفروق جـ ١ ص ١١٩، الذخيرة جـ ١ ص ٣٤٠، القواعد الكبرى للعز بن عبد السلام جـ ٢ ص ١٧ فما بعدها.
(٢) الحديث متفق عليه، تلخيص الحبير جـ ٤ ص ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>