للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاعدة الثالثة والثمانون [الشيء المتضمَّن]

أولاً: ألفاظ ورود القاعدة:

الشيء لا يتضمن ما فوقه (١).

وفي لفظ: "الشيء لا يتضمن مثله لتساويهما في القوة" (٢).

ثانياً: معنى هذه القاعدة ومدلولها.

التضمن: معناه الالتزام، والاحتواء والاشتمال والدلالة يقال: تضمن الكتاب كذا - أى حواه ودلَّ عليه - وقال هذا فى ضمن كلامه: أى مطاويه ودلالته (٣).

فمفاد القاعدة: أن الشيء - أي القول أو التصرف لا يدل على ما فوقه وهذا مدلول القاعدة الأولى، كما أنه لا يحتوي ولا يشتمل على مثله، وهو مضمون القاعدة الثانية، وإذا كان لا يتضمن مثله فبالأولى أن لا يضمن ما فوقه، ولكن إذا لم يتضمن ما فوقه، لا ينفي أن يضمن مثله وما دونه. فكأن بين القاعدتين نوع تعارض، ولكن عند التحقيق لا نرى تعارضاً بينهما، فالأولى لا تنفي عدم تضمن الشيء مثله نصاً، وإنما نصت على عدم تضمنه ما فوقه وسكتت عن مثله ومساويه، والثانية نصت على المماثل المساوي.


(١) شرح الخاتمة ص ٤٩ عن التعليق.
(٢) القواعد والضوابط ص ١٥٠ عن الهداية ٨/ ٤٥٣.
(٣) الهداية مع شرحها نتائج الأفكار ٨/ ٤٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>